علي أحمد الشهري يكتب (العبث بالنعمة وتجاوزات بعض المشاهير )
نحن بفضل الله ننعم في هذا البلد بالخيرات ونرفل في النعمة ونتقلب فيها، وقد شرّفنا الله -عز وجل- بوهبه لهذه البلاد المباركة خدمة الحرمين الشريفين والتي يتمنى جميع المسلمين في المعمورة أن يكونوا خادمين لها، لذلك نحن مبغوطين عليها، وكذلك قد أنعم الله علينا بنعمةٍ عظيمة فوق تلك النعم العظيمة؛ ألا وهي الأمن والاستقرار.. وما أكثر من فقدها ويتمنى أن تعود له بأي ثمن.
فعلينا أن نحمد الله ونشكره على ما آتانا من أفضاله وأنعامه ظاهرة لنا أو باطنة.
والشكر الحقيقي هو ما يكون بالفعل ليس باللسان فقط، ومع ذلك فإنّا نرى هذه الأيام ظهور أشخاصٍ منا -من مجتمعنا- في مواقع التواصل الاجتماعي من أبناءنا وبناتنا بل ومنهم من يكون في حسبة آباءنا؛ يعبثون بالنعم لعبًا ولهوًا؛ فيظهرون في تحدياتٍ عبر بثوثٍ يحكم فيها الفائز على الخاسر، وتكون الأحكام من شاكلة سكب اللبن والحليب والزيوت على أجسادهم ورؤوسهم وكسر البيض ونثر الدقيق وإغراق أنفسهم بالماء؛ إسرافًا وهدرًا وعبثًا دون خوفٍ من الله -سبحانه وتعالى- وعقابه.. أهكذا تشكرون الله على النعم؟ أما تعلمون من الشكر إلا تحريك الشفاه واللسان؟ وهل كان هذا العبث من أخلاق المسلمين؟
وفوق ذلك هناك تسوّلٌ ظاهر يحصل من خلال هذه التحديات والبثوث؛ فأصبحت وسيلة تسوّل كبيرة يخرج فيها من أكرمه الله فأبى إلا أن يذل نفسه فيصيح في الناس: “تكفون يا متابعيني ومحبيني يا ربعي ويا قومي و و و … “
لا أدب ولا مروءة ولا احترام للعقول، وأخذٌ لأموال الناس بالباطل، والله المستعان.
وما يزيد الطين بلّة هو أن كثيرًا من أولئك الحمقى العابثين آباءٌ وأمهات وكثيرٌ ممن يتابع تلك البثوث هم من أبناءنا الصغار فتُزرَع تلك الأمور في نفوسهم ويظهر لنا مع الوقت صورةً مماثلة لأولئك الحمقى العابثين وأسوأ! فإذا كان هؤلاء هم الوالِدِين فكيف سيكون الأبناء؟
فليتق الآباء والأمهات الله -تبارك وتعالى- فمن كان منهم عابثًا فلينته ومن كان مشاهدًا فليتوقف ويعلّم أبناءه ألا يطبّعوا أفعال أولئك الحمقى العابثين، وعليهم أن يتابعوا أبناءهم ويوجهونهم ويعلمونهم الصحيح من الخاطئ وألا يتركوهم لقمة سائغة يتلقفها الرائح والغادي.
ونتمنى أن نرى من الجهات المعنية من العقوبات ما يضع حدًا لهذا العبث والتسوّل.
ونحن لسنا ضد العمل والكسب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ولكننا ضد العبث بالنعم والتجاوز في الطلب والتسوّل.
بقلم علي أحمد الشهري