المقالات

فهد الديباجي يكتب .. إيران تتمدد عسكريًا في سوريا

عدد المشاهدات 2512

أصبح الوجود الإيراني في سوريا حقيقة لا يمكن إغفالها حيث باتت طهران تتغلغل في دمشق على جميع الأصعدة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا بسبب حزب الله والمليشيا التابعة لها على الرغم من رواية نظام الأسد التي تنكر ذلك الوجود العسكري الإيراني وتعتبره مقتصر على الخبراء الذين يقدمون نصائحهم للجيش.

و تذكر دارسة لمركز “إيران وير” إن الخبراء في سوريا ماهم الإ قادة عسكريين ميدانيين من فليق القدس التابع للحرس الثوري، يرأسون مليشيات لديها القرار بالفصل في العمل العسكري وأن هناك أكثر من 90 موقعًا للميليشيات الإيرانية موزعة على ثلاث مناطق في سوريا وهي المنطقة الجنوبية التي تضم السويداء ودرعا والقنيطرة والمنطقة الوسطى وتضم حمص وحماة وريف حلب والمنطقة الشمالية السورية والتي تضم دير الزور والرقة.

وشكلت إيران في حمص “قوات الدفاع الوطني” الذي يتكون من عدة طوائف سنية وعلوية ودروز، ويقدر عدد مقاتليها بـ40 ألف مقاتل، وطالبت النظام السوري عام 2016 شرعنتها ودمجها مع قوات النظام، كما أنشأت في حلب ودير الزور والرقة “قوات الدفاع المحلية” وهي جزء من قوات الجيش السوري، ويقدر عدد مقاتليها بأكثر من 50 ألف مقاتل، وأبرزها “كتائب النيرب” و”فيلق السفيرة”، و”لواء الباقر”، و”لواء نبل والزهراء”، و”قوات القاطرجي”.

كما عززت إيران وجودها جنوبي سوريا من خلال زيادة نقاطها وإنشاء ميليشيا محلية ولعل أبرزها اللواء 313 والذي يتخذ من قرية إزرا مقرًا له و عمدت إيران من خلاله إلى تجنيد السكان المحليين من الطائفة الشيعية ويقدم الحرس الثوري لهم المعدات والتدريب الرواتب والتغطيات المالية بالإضافة إلى مساعدات إضافية متنوعة تتلقاها الكتيبة من قبل حزب الله اللبناني ويضم أكثر من ألف مقاتل مرتبطين بالحرس الثوري ومهمتهم حماية المصالح الإيرانية بما فيها مخازن الأسلحة الاستراتيجية، والمعدات العسكرية.

و ترسل طهران المجندين إلى سوريا، لمدة تتراوح بين 21 و45 يومًا، ليتدربوا على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ولمدة ستة أشهر للتدرب على الأسلحة الثقيلة، و تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، في سعي متواصل لترسيخ وجودها بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المناطق السورية.

لتصبح المشاريع الإيرانية في سوريا واقع لايمكن إنكاره، تسعى من خلالها إلى نشر مشروع ولاية الفقية داخل المنطقة، متجاهلةً بذلك معظم الإتفاقيات التي تسعى لمواجهة تموضعها في سوريا، ورغبة منها في امتلاك العديد من أوراق الضغط إتجاه التهديدات الدولية المتصاعدة.

✍️ بقلم : فهد الديباجي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com