اجتماعيةالمقالات

” الإنسان ضعيف ” يزيده ضعفًا نوازع الخير والشر

عدد المشاهدات 2056

سبحان الله، التكوين النفسي والعقلي والجسدي للإنسان بشكل عام غالبه الضعف حسبما اخبر به المولى عز وجل: “وخلق الانسان ضعيفا”، الطبيعة البشرية مجبولة على الضعف والوهن مهما علت النفوس وتكبَّرت ، فهي في حقيقتها ومآلها ضعيفة لا تقوى إلا على ما يناسبها ويشاكلها او لا تقوى.
( وخلق الانسان ضعيفا ) لولا رحمة المولى سبحانه وتعالى بالانسان لما احسن هذا الضعيف العيش في الدنيا لساعات بسبب ضعفه وقلة حيلته،
طبيعة الإنسان التي خلق الله عليها البشرية، طبيعة ضعيفة ، فقيرة ، مسكينة، بسبب ذلك المولى القدير خفف عن الناس حتى في العبادات والفروض، فشرع صلاة المريض وصلاة الخوف والقصر والجمع بين الصلوات، والتيمم وسواها، كل ذلك لان الانسان ضعيف والله يعلم بحاله: يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفاً.
الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفاً.
ففي اصل الانسان ضعفا خلقه الله من ماء مهين .
فالانسان: ضعيف من ناحية هواه، وايضا ضعف البنية ، وضعف الإرادة ، وضعف العزيمة ، وضعف الإيمان ، وضعف الصبر ، وتأتي الآفات إليه مع هذا الضعف أَسرع من السيل المنحدر لولا رحمة الرحمن.
فالمولى الرحيم يخفف عنه ما يضعف عنه وما لا يطيقه إيمانه وصبره وقوته…( يريد الله ان يخفف عنكم )، وذلك لرحمته التامة وإحسانه وعطائه وخيره الشامل ، وعلمه وحكمته بضعف الإنسان من جميع النواحي.
فالضعف البشري يشمل جميع جوانب الضعف : النفسية ، والبدنية ، والعقلية ، والعاطفية ، والتركيبية ، فالإنسان ضعيف النفس بسبب نوازع الخير والشر المخلوقة فيه ، إلى جانب الوساوس والأهواء التي تعرض له أيضا ، وهو ضعيف البدن أيضا بسبب ما يعرض له من الآفات والأسقام ، ضعيف في الجوانب العاطفية والشعورية ، فيتأثر أسرع تأثير بما يبكيه أو يفرحه أو يخيفه أو يشجعه او يجعله كريما او بخيلا . وبالمقارنة مع كثير من المخلوقات عظيمة الخلق ، فقدرات الانسان تخوله من النجاح والإبداع ولكن في حدود المنظور والمقدور عليه في هذا الكون.
لله الحمد والشكر الذي علم بضعفنا وخفف عنا ورحمنا ففي كل هذه الأوجه من الضعف شرع الله عز وجل لنا ما يناسبنا ، وخفف عنا فلم يكلفنا فوق طاقتنا ، قال سبحانه وتعالى : ( الآن خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفًا).
لذلك فان على الانسان ان يعلم انه ضعيف وقليل الحيلة ، ويعلم ان الله هو الذي يرعاه، ويحميه، ويهديه، ويمنحه شيئا من الحول والقوة التي تمكنه من اداء بعض واجباته الحياتية،
وعلينا ان نعلم نعم الله علينا الظاهرة والباطنة ونحمد الله عز وجل عليها… فما بنا من نعم فمن الله، وعطاياه سبحانه جزلة عظيمة.
اعلم مدى ضعفي لاشك، لمجرد اصابة بالانفلونزا تاثرت وتعبت وظهر مدى ضعفي وقلة حيلتي، ولكن اصبر كما امرني الله واحتسب الأجر عند الله.

ارجو رحمة الرحمن، احمد الله عز وجل و أساله سبحانه الشفاء لكل مريض.

بقلم: عبدالله الحكمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com