يعد العلم أداة مهمة في اكتشاف الكون والتبحر في خباياه ومكنوناته وهذه المعرفة تعود بالفائدة على الإنسان في جميع مجالات الحياة، ورسالة التعليم تعد من أسمى الرسائل، إذ تتصل برسالة الأنبياء، فقد بعث الرسل معلمون للبشر أجمعين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله بعثني معلمًا ميسرًا) فالتعليم هو مهنة الأنبياء وقد اصطفاهم الله عز وجل لإدخال الإنسان إلى نور المعرفة وإبعاده عن الظلمات والتهلكة.
ويمكن أن نميز لدور المعلم بعدين رئيسيين: الأول تربوي، يهتم بتربية الإنسان على القيم والعادات السليمة التي تساعده على العيش حياة كريمة ومشرفة، وحسن التعامل مع الآخرين والسلوك الحسن، ويعتبر عاملاً أساسيا في بناء شخصية المتعلمين، كما ويزرع حب التعلم والاكتشاف لجميع أسرار الكون والبعد الثاني تعليمي، إذ يفتح له عجائب وبدائع خلق الله عز وجل في صنع هذا الكون بدقة متناهية، ويتيح له توضيح العديد من الحقائق والمعلومات وذلك بتقريبها من العقول عن طريق تبسيطها والانطلاق من السهل إلى الصعب، ومن المسلمات إلى الحقائق المعقدة والصعبة.
فالمعلم يعتبر عنصراً هاماً وأساسي في عملية التعلم إذ أن ما تحقق وما نسعى من تحقيقه ما هو إلا ثمرة جهود المعلمين الذين قد تمسكوا برسالتهم بكل جد وإخلاص وتفان وسعوا إلى بناء الإنسان الذي به تبنى الأوطان، فالمعلم يعد اللبنة الأولى في غرس القيم والأخلاق ومرشد أبنائنا نحو الطريق السليم، لذا لابد من أن تتوافر فيه بعض الخصائص التي تجعل منه ذاك المعلم الفاضل، وقدوة حسنة للمتعلمين، إذ لابد من يتحلى المعلم بالأخلاق الفاضلة، التي يورثها لأبنائه الطلبة ، ويغرسها في نفوسهم، كالصدق والأمانة وتقبل الاختلاف في شخصيات طلبته…..
والمعلم الإيجابي، لين الطباع، الذي يستمع لطلابه بوجه بشوش وهادئ يكون ذو تأثير فعال وإيجابي عليهم، كما لابد من أن يمتلك أسلوباً يساعده على إيصال المعلومة بكل سلاسة وليونة وأن يساعد كل متعلم وفق درجة استيعابه، فهو مصدرهم الأساسي في استقبال المعلومة واعتماد أساليب مشوقة في نقلها بأبسط ما يمكن.
وقد ركزت المملكة العربية السعودية ضمن رؤيتها 2030 على نشر أهمية التعليم وتوضيح دوره في بناء المجتمع، فعملت على العديد من الخطوات لتحقيق ذلك، منها توفير فرص التعليم لجميع أبناءها وفق بيئة تعليمية مناسبة وهذا يساعد على تحقيق الخطوة التالية ألا وهي رفع جودة مخرجات التعليم مما يؤدي أيضاً إلى زيادة استثمار البحث العلمي بشكل كبير، ورفع مهارات منسوبي التعليم، لذلك تعد المملكة العربية السعودية من أنجح الدول العربية وأكثرها حرصاً على التعليم سواء أكان على المستوى الإقليمي أم على المستوى الدولي.
وختاما إن مهمة صنع الانسان ليس من السهل ان يقوم بها أي شخص لذلك كان للمعلم الشرف الكبير في قيادة صنع الانسان لذلك هي تتطلب قدرا كبيراً من المسؤولية، فالمعلم والتعليم هما السبيل الوحيد لبناء المواطن الصالح وتحسين واقع الأمة وكذلك لتحقيق أهداف رؤية 2030 في بناء الانسان الصالح والنافع لمجتمعه.
بقلم الأستاذ /خليل ابراهيم الحسني