اعتبروها فرصة لتعريف الجيل الجديد بتاريخه وقصة أجداده
خبراء: يوم التأسيس مصدر فخر وعزة لكل السعوديين
جدة
أجمع خبراء واقتصاديون على أن يوم التأسيس في نسخته الثانية، يمثل مصدر للفخر والعزة والكبرياء لكل السعوديين، ويمثل فرصة كبيرة للجيل الجديد للتعرف على تاريخهمن واستلاهم التجارب من وطن عميق يمتد لما يقارب 300 عام، وأشاروا إلى ان الثاني وعشرين من فبراير في كل عام بات يوم غالي وعزيز على كل أبناء الوطن، لأنه يرصد لهم “يوم بدينا” ويربطهم بتاريخ أباءهم وأجدادهم الذين كافحوا من أجل ترسيخ أركان المملكة، قبل أن تتحول إلى مركز العالم الإسلامي العربي، ومنصة للتميز والابتكار والريادة، في ظل رؤية المملكة 2030.
وتأتي كلمات الخبراء والاقتصاديين بالتواكب مع احتفالات المملكة بيوم التأسيس تحت شعار “يوم بدينا”، حيث بدأت السعودية تاريخها الحديث مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية في 22 فبراير 1727 م (الموافق 1139ه)، مما يؤكد أنها على بعد 4 سنوات من اكمال عامها الـ300.
تضحيات الأجداد
في البداية يؤكد الدكتور عبدالله صادق دحلان رئيس مجلس الأمناء بجامعة الاعمال والتكنولوجيا أنه لم يكن للشعب السعودي أن يشهد هذا الإنجاز الكبير لولا تضحيات الآباء والأجداد، وما كان من تحديات لبناء وطن يمتد عمره إلى ثلاثة قرون، ما يجعل من مناسبة الاحتفال بهذه الذكرى الخالدة فرصة للأحفاد ليتعرفوا على تاريخ بلادهم، وما سطره الآباء والأجداد من بطولات جعلت رقعة الوطن تمتد إلى ما هي عليه من مساحات، في وحدة لا مثيل لها في التاريخ، وبإنجازات غير مسبوقة، وتنمية شاملة وصلت إلى كل جزء في هذا الوطن الحبيب.
ويقول: يوم التأسيس الذي يقام تحت شعار “يوم بدينا” يؤكد أن هذا الوطن ليس دولة طارئة على مر التاريخ، بل له عمق تاريخي يتجاوز 300 عاماً، ولاشك أن التواصل بين الدولة السعودية في ثلاث حقب، يؤكد أن الأساس الذي تشكلت من خلاله هذه الوحدة بين أبناء الشعب الواحد في التاريخ الحديث، إنما جاء بعد عقود من التشتت والفرقة والنزاعات والخلافات والشقاق، فقد كان هناك إرادة وتصميم وعزائم لدى الآباء والأجداد لتحقيق هذا الحلم، وتجاوز كل المعوقات التي كانت تتربص بهذا الأمل وتعمل على وأده وعدم تحقيقه.
يوم فارق
ويري رجل الاعمال سليمان عطالله بطيحان العرادي البلوي أن المناسبة تمثل يوم فارق في حياة كل السعوديين، حيث تكشف محطات مفصلية في تاريخ المملكة، قادت للحاضر المزدهر التي تشهده المملكة حاليا، والمستقبل الزاهر التي ينتظرها، بفضل الرؤية الطموحة التي أطلقها ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً أن “يوم التأسيس” من أهم المناسبات الحديثة الغالية على قلوب أبناء الوطن، والتي سيكون لها وقع كبير في المجتمع السعودي، لاسيما أنها تقترن بإجازة سنوية واحتفالات وطنية.
وشدد على أهمية معرفة الجيل الجديد بتاريخه الحقيقي وماضيه التليد، وأشار إلى أن التاريخ لابد أن يكتب بين صفحاته قصة البطل الإمام محمد بن سعود عندما تولى حكم الدرعية، وكانت شبه الجزيرة العربية تشهد فوضى سياسية، بلدانها وأقاليمها في فرقة وتشتت ودائمة القتال والحروب فيما بينها، ورغم صغر سنه كان لديه حس إداري ورؤية ونظرة مستقبلية لإنشاء حضارة تزدهر عبر القرون، فرفع شعار الوحدة، وبدأ بمدينته “الدرعية” ووحَّد شطريها، وجعلها تحت حكم واحد، مع بداية عهده بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وضع لبنة البناء والوحدة التي وحد معظم أجزائها، وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف.
المشهد السعيد
وأوضح م. أحمد فلاح الرويلي رجل الأعمال أن المشهد الأكثر سعادة في احتفال يوم التأسيس، هو ارتباط المواطن السعودي الوثيق بقادته منذ عهد تأسيس الدولة السعودية في منتصف عام 1139هـ، الموافق 1727م حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله”، مؤكداً أن الدول لا تتطور بالمشاريع والانجازات فقط، بل بالأفكار والمبادرات المبتكرة التي تقدم قيمة مضافة، وتزيد من الترابط والوحدة بين جميع أفراد الشعب، وتساهم في تعزيز قدرتهم على الانتاج والتطور، ومن هنا فقد جاءت الهوية الوطنية بعنوان “يوم بدينا” تحمل معاني سامي ترتبط بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية، حيث جاء الشعار معبراً على الكرامة والشهامة والشجاعة، من خلال ايقونة يحيط بها 4 رموز، تعبر عن الوحدة والتناغم الثقافي المجتمعي، والخيل العربي الذي يعكس فروسية وبطولة الشعب السعودي، والسوق المعبر عن الحراك الاقتصادي والتنوع والانفتاح على العالم، وأتى الشعار معبرا عن القيم والمعاني المرتبطة بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة.
قيمة رفيعة
وقال المستشار الاقتصادي والقانوني هاني محمد الجفري لكل أمة تاريخها الذي تفتخر به، فإننا أولى بأن نفتخر بتاريخنا، نمجده ونحتفي به، ونذكر بكل مسارات دولتنا من خلال يوم التأسيس مستذكرين من يعود له الفضل في تأسيس الدولة السعودية الأولى وهو الإمام محمد بن سعود، حيث انطلق من الدرعية في رحلة محفوفة بالمخاطر، في شجاعة نادرة لبناء دولة عظيمة، شكلت واحدة من أهم المشاريع الوحدوية التي لم تعرفها الجزيرة العربية منذ قرون بعيدة.
وتابع: نحن من خلال هذا العمل نؤكد أن المملكة العربية السعودية قيمة رفيعة باهتمامنا بتاريخها، باعتباره امتداداً لحاضرها ومستقبلها، وبذلك نضع الجميع أمام قصة أمجاد هذه الدولة العظيمة، وأئمتها وملوكها ورجالاتها، وفي هذا نضع أيضاً قيمة هذه الدولة ومكانتها تحت المجهر ترسيخاً للحقائق باعتبار أن هذا النهج يعزز ما ينبغي أن يقال عن امتدادات الدولة السعودية الضاربة في جذور التاريخ، حيث وضع أجدادنا اللبنة الأولى لهذه الدولة الفتية، وعملوا على نشر الاستقرار في الدولة التي شهدت ازدهارًا في مجالات متنوعة، والاستقلال السياسي وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها.