آمنة حشيبري تكتب .. قراءة في كتاب هَرُوجُ الفُل
إذا حضر الفُل حضرت الهَرُوجُ حضرت مع ناظمات الفُل أثناء نظم الفُل حضرت مع المحبين إذا التقوا في لقاء الفُل حضرت مع المبدعين إذا أبدعوا في سرد تاريخ الفُل وهَرُوجُ المبدعين هي الأجمل خاصة إذا كانت الهَرُوجُ من إبداع كاتب وشاعر بحجم الأديب عبد الرحمن موكلي الذي نجح في سرد تاريخ الفُل من خلال هَرُوجُ شيقة ومتنوعة كهَرُوجُ البُستاني وهَرُوجُ الرحالة وهَرُوجُ المؤرخ و هَرُوجُ الجغرافي
هَرُوج البُستاني
وهنا هَرُوجُ البُستاني العاشق للرديمة حيث يسرد تاريخها ووصف غصنها وجذرها وسهوتها وبناتها ثم يُفصل في سرد تفاصيل زهرة الفُل من حيث شكلها وموسمها و نظمها و تسويقها والقصائد التي تغنت بها
مثل صبيا في الغواني ماتشوف ناشرات الفُل والنقش اليماني في الكفوف
ويذهب البُستاني لوصف العلاقة الجميلة بين أنوثة الرديمة وأنوثة المرأة وماتحمله هذه العلاقة من رعاية واهتمام و زينة وجماليات
هَرُوجُ الرحالة
تأخذنا هَرُوجُ الرحالة للحضارات التي تأثرت بها تهامة كالحضارة الهندية والعراقية والمصرية بل نجده يسافر بنا إلى أثينا الجميلة عندما يسرد تاريخ تهامة وكأنها أثينا من حيث اكليل الفُل و المعابد والطقوس الدينية من قرابين وطقوس الفداء وآلهة الخصب عثر وشهر والزهرة وغيرها من رموز الثقافة الإغريقية
هَرُوجُ المُؤرخ
تطرح الهَرُوجُ نظريات تاريخية جدلية فالكاتب يرى أنّ ابراهيم عليه السلام خرج من أودية تهامة إلى مكة وليس من مصر والشام كما يرى أنّ تعدد الأصنام في مكة جاء من تعدد الآلهة في تهامة
هَرُوجُ الجُغرافي
وهنا تذهب هروج الكاتب لتسمية الجهات الجُغرافية في تهامة وربط المسميات بحركة الكواكب والسيول والأمطار والرياح وخاصة الرياح الموسمية المحملة بالغبار ومدى تأثيرها على زهرة الفُل وعلى حياة المجتمع من حيث الطقوس الدينية وبناء البيوت (العشة)
وأجمل مافي الكتاب أنّ الكاتب لا يدعي علما ولايقينا بل اعتمد على سرد الهَرُوجُ التي جات أقرب للحكاية معتمدا على طريقة السرد والأسئلة بحيث يُشرك القراء مستقبلا في سرد حكايات أكثر وإجابات أجمل
بقلم آمنه العزي حشيبري