جدة
يقول المستشار الاقتصادي والمالي هاني محمد الجفري ان الاعتزاز بالهوية الوطنية يعكس معاني الولاء والتكاتف والوحدة الوطنية، فإن احتفالنا بيوم العلم السعودي يوم 11 مارس من كل عام، خطوة مهمة نحو تعزيز الهوية وحب الوطن لدى ابناءنا واحفادنا، والجيل الجديد الذي فتح عيناه على سنوات الازدهار والتوهج لوطن طموح لا يعرف المستحيل.
نعم.. ينبغي أن يتوحد أبناء تحت راية “العلم السعودي” الذي يجمع كل معاني الأصالة والتفاني والكفاح، فهو يمثل رمزاً للعقيدة بتفرده على مستوى العالم بحمل عبارة التوحيد لله سبحانه وتعالى، كما أنه يتضمن رسائل سلام ومحبة وتسامح للجميع، كل شيء داخل راية علمنا الخفاق لها معناها ودلالاتها، فهو يجسد قصة ملهمة لدولة نجحت أن ترسخ مكانتها في قلب الصحراء لتصبح منارة حضارية ومركز قيادي للمنطقة، منذ أن حمل حكام آل سعود الراية ونشروا الدعوة ووسعوا مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى، التي انطلقت في عام 1139هـ الموافق 1727، ليرمز منذ ذلك الحين إلى الوحدة والتوحيد والبيئة والأرض.
يعكس صدور قرار ملكي يكرس الاحتفال السنوي بيوم العلم السعودي اعتزاز قيادتنا الرشيدة بتراث وتاريخ وثقافة هذا الوطن، والرغبة في توعية المجتمع بأهمية التفاني والمواطنة الحقيقية، وتعزيز الشعور بالمسؤولية، ورفع مستوى القيم والمبادئ، فالراية الخفاقة تعبر عن المواطنة والروح والانتماء، تتجسد فيها السياسة مع التاريخ والفن والثقافة والهوية والانتماء الذي تتوارثه الأجيال.
سيظل بمشيئة الله تعالى يوم العلم السعودي في كل عام، رمز للعدل والقوة والسيادة، وتجسيد لمشاعر التلاحم والولاء والائتلاف والوحدة الوطنية، وشاهد على ملحمة التوحيد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وسيرة من التفوا حوله وشاركوا في حملات التوحيد التي خاضتها الدولة السعودية أو من شارك بالبيعة والولاء والطاعة، عنوان للإرث التاريخي الذي يذكر الجيل الجديد بسيرة هؤلاء الأبطال، ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.
لقد انتبهت رؤية المملكة الملهمة إلى هذا الإرث العريق، وتأكدت من قوته وتأثيره على زرع الانتماء والولاء والتسامح والحب لدى الجيل الجديد من ابناءنا، فجاءت احتفالات يوم التأسيس ثم يوم العلم لتعيد تشكيل الأمور بصورتها الصحيحة، تقوي النسيج الاجتماعي للمجتمع السعودي، وترتفع بالتلاحم والوحدة إلى أعلى درجاتها، وترتقي بالوعي لدى الجميع حول الوطن ورموزه.
لقد حفظت قيادتنا مكانة العلم السعودي، وحذرت من الوقوع في محظورات استخدامه، وبات معروفا أن من محظورات التعامل مع العلم التي يعاقب عليها النظام بالحبس لمدة لا تتجاوز سنة، وبغرامة لا تزيد على ثلاثة آلاف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، إسقاط أو إعدام أو إهانته بأي طريقة، سواء كان العلم السعودي أو غيره من أعلام الدول، لما تحمله تلك الأعلام من روح ومشاعر وما تمثله من عمق تاريخي وإرث ثقافي.
العلم.. ليس مجرد راية تحمل شعاراً للوطن ورمزاً لكفاحه.. بل عنوان لهوتينا ومصدر فخرنا وعزنا.