الاستشاري وائل يار : هذه أشهر الاعتقادات السائدة للاستيقاظ من “النوم” ليلاً والتوجه لدورة المياه
غيداء الغامدي- متابعات
يحتفل العالم 17 مارس 2023 باليوم العالمي للنوم تحت شعار “النوم ضروري للصحة” ، وهي مناسبة تهدف إلى توعية أفراد المجتمع بفوائد النوم الصحي وأثره الإيجابي على الإنسان من الناحية النفسية والبدنية وانتاجيته ونجاحه.
في المساحة القادمة التقينا الدكتور وائل يار استشاري اضطرابات النوم للبالغين والأطفال – استشاري طب الأسرة والطب الوقائي والصحة العامة – أستاذ مساعد بجامعة الملك عبدالعزيز لتسليط الضوء على بعض المشاكل التي تؤرق بعض أفراد المجتمع خلال فترة النوم:
• هل الاستيقاظ من النوم للذهاب إلى الحمام ليلًا أمر طبيعي؟
** عندما أسأل المريض عن ما إذا كان يستيقظ ليلًا للذهاب إلى الحمام للتبول، يكون الجواب عادة “ بنعم، وهل هذه مشكلة يا دكتور” ؟.
⁃ الإجابة: خلق الله للإنسان جهازًا بوليًا عظيمًا، يقوم بتصفية الدم من الفضلات طيلة اليوم، وخلق له مخزنًا لتجميع السموم (البول) خلال اليوم والليل، ويسمى هذا المخزن المثانة، إن وظيفة المثانة هي تخزين البول حتى يستطيع الإنسان ممارسة حياته بشكل طبيعي إلى أن تمتلأ المثانة بكمية معينة من البول، والتي بدورها تقوم بإرسال إشارة إلى الدماغ بالحاجة إلى تفريغها، وبالتالي يشعر الإنسان بالحاجة إلى الذهاب إلى الحمام للتبول.
⁃ ومن بديع صنع الخالق تستطيع المثانة تخزين ما مقداره 500-700 مل من البول، وهي كمية يستطيع الإنسان السليم تحملها وعدم الاستيقاظ ليلًا للذهاب إلى الحمام للتبول، فإذا فقد الإنسان القدرة على تحمل تجميع البول لأقل من 8 ساعات فالغالب أن هذا يدل على وجود خلل ما يجعل الإنسان بحاجة إلى الاستيقاظ ليلًا للتبول.
• وحول أشهر الاعتقادات السائدة عن التبول ليلًا يقول الدكتور وائل يار : أشهر الاعتقادات السائدة هي كالتالي مع توضيح كل اعتقاد:
• أنا أشرب ماءً كثيرًا خلال اليوم، وخصوصًا قبل النوم، لذلك استيقظ من النوم ليلًا للذهاب إلى الحمام للتبول.
⁃ يحتاج الإنسان الطبيعي للذهاب إلى دورة المياه للتبول بمعدل 3-6 مرات يوميًا خلال اليوم (وهو بمرحلة الاستيقاظ)، وقد يزيد عدد مرات الدخول لدورة المياه للتبول عند شرب القهوة (السعودية، أو التركية، أو الأمريكية) أو الشاهي أو البيبسي وذلك لاحتواء هذه المشروبات على مدّرات للبول كمادة الكافيين، تحفز مدرات البول الإنسان للذهاب لدورة المياه للتبول أكثر من الإنسان العادي بقليل. فلو كان الشخص يذهب لدورة المياه أكثر من 6 مرات (مع اعتبار المشروبات مدرة البول)، فهذا قد يعني وجود خلل (أو مرض) بالجهاز البولي ، ولكن لو كان عدد المرات يقل عن 6 مرات باليوم، وما زال الشخص يستيقظ ليلًا للذهاب لدورة المياه للتبول، فهذا يعني غالبًا وجود خلل بالنوم يجبر الإنسان على الذهاب لدورة المياه للتبول. وذلك لأن المعدل الطبيعي لعدد المرات التي يذهب فيها الشخص الطبيعي للتبول ليلًا هو (ولا مرة) للإنسان الصحي والذي لا يعاني من الأمراض.
• وقد يتساءل البعض : نعاني من مرض السكري، ولذلك أحتاج إلى التبول بشكل متكرر خلال الليل.
⁃ إذا كان تم تشخيص المريض حديثاً بالسكري، فقد يكون السبب للذهاب لدورة المياه ليلًا هو مرض السكري، ولكن لو كان عدد مرات الذهاب للحمام خلال اليوم طبيعيًا (3-6 مرات) وما زال يستيقظ المريض ليلًا للذهاب إلى الحمام فإن السبب بالغالب ليس مرض السكري، خصوصًا لو كان مرض السكري تحت السيطرة والمريض يأخذ أدويته بشكل مستمر، لأن مرض السكري لا يجعل المريض يذهب إلى دورة المياه ليلًا أكثر من المعدل الطبيعي بالليل فقط!
• يقول أحدهم: أنا أعاني من مرض تضخم البروستاتا، ولذلك أنا أحتاج إلى الاستيقاظ ليلًا للتبول بشكل متكرر.
⁃ مرض تضخم البروستاتا شائع عند الرجال فوق سن الخمسين عامًا، وتضخم البروستاتا قد يسبب مشاكلًا بالجهاز البولي تجعل المريض يذهب إلى دورة المياه للتبول بشكل مستمر، ولكن يجب أن يشكو المريض من هذا العرض (التبول المتكرر) بالليل والنهار، ويكون معدل الذهاب إلى دورة المياه أكثر من الطبيعي بالنهار والليل.
• أنا كبير بالسن، والذهاب إلى الحمام ليلًا أمر طبيعي بالنسبة لي، فمثانتي لا تتحمل.
⁃ تقل قدرة الشخص على تحمل البول عند كبر السن، وقد لا يستطيع تخزين البول فترة طويلة كما يستطيع الشباب ذلك، لكن بالعادة يكون الذهاب لدورة المياه بالليل لا يزيد عن مرة واحدة ويكون بآخر الليل، إلا في حال وجود مرض كالفتق، واعتلال الأعصاب، والزهايمر والذي بدورهم قد يؤدون إلى حدوث مشاكل بالتبول بشكل متكرر، أما إذا كان الكبير بالسن لا يعاني من هذه الأمراض، ويحتاج للذهاب للحمام للتبول أكثر من مرة بالليل، فعليه مراجعة طبيب مختص باضطرابات النوم.
