استشاري : هذه ضوابط صيام مرضى “السرطان” وأبرز النصائح الموجهة
غيداء الغامدي – متابعات
أكد استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير، أن مريض السرطان المتعافي يستطيع صوم الشهر الفضيل دون أن تتأثر صحته، طالما أن وضعه مستقر ولا يشكو من متاعب صحية.
وبين أن المريض الذي مازال خاضعا على العلاج الكيميائي عبر الوريد فإنه سيضطر للإفطار يوم العلاج وكذلك يوم أو يومين من بعده إذ يفترض شرب كمية كافية من السوائل، وأما إذا كان المريض على علاج بسبب انتشار المرض وكان علاجه عبارة عن حبوب تؤخذ مرتين يوميا فمن الممكن الصيام، إلا إذا كانت لديه مضاعفات جانبية كإسهال أو استفراغ وتقرحات في الفم، فبالتالي يتوجب عليه الإفطار كي لا يصاب بالجفاف، وإذا كان العلاج هرمونيا فمن الممكن الصيام، أما إذا كان في الوريد فإن المريض سيضطر أن يفطر يوم العلاج.
وأضاف: مرضى السرطان بشكل خاص يمرون بظروف صحية صعبة عند تلقيهم للعلاج الكيميائي، حيث يعانون من أعراض في الجهاز الهضمي كالغثيان والاستفراغ والإسهال وغيره، فيشق عليهم الصيام، إضافة إلى أنه يجب عليهم تناول الأدوية الكيماوية إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد، وفي كلتا الحالتين قد يشعرون بالتعب والإرهاق الشديدين وكذلك يجب عليهم الإكثار من تناول السوائل عند البدء والانتهاء من جلسات العلاج الكيماوي خلال اليوم بما يعادل 2-3 لترات في أول 48-72 ساعة بعد العلاج للتخلص من المواد الكيميائية وأثرها السلبي على الكلى والمثانة، وكذلك حاجتهم للتغذية الجيدة خلال اليوم حيث يخفض العلاج الكيميائي الأملاح في الجسم.
ونصح مرضى السرطان بالإكثار من شرب السوائل والتخفيف من المقليات وبالأخص اليوم السابق للعلاج الكيميائي بل وحتى الصيام قبل العلاج إذ إنه مفيد، فهناك دراسات أشارت إلى أن الصيام قبل العلاج يخفف من الأعراض الجانبية الناتجة عن العلاج الكيميائي، لذا يُنصح بالصيام باستثناء يوم العلاج ويوم بعده بهدف تناول الكثير من السوائل.
وعن مرضى السرطان الذين يعالجون بالعلاج الإشعاعي قال: العلاج الإشعاعي كما هو معروف طبيا عبارة عن جلسات أشعة يومية فإن حال المرضى يختلف اختلافا كبيرا على حسب التشخيص ومنطقة العلاج، فهناك مرضى يحدث لهم جفاف شديد بالفم والغدد اللعابية كنتيجة العلاج نفسه فلا يستطيعون الصوم، وهناك مرضى أورام الحوض الذين يستدعي علاج الأشعة جعل المثانة ممتلئة بشرب كمية من السوائل قبل تلقي العلاج (لحماية باقي أعضاء الأحشاء الداخلية غير المراد علاجها من تلقي الأشعة).
وأكد الدكتور هدير أن للصيام فوائد عديدة للجسم سواء للأصحاء أو المرضى الذين بإمكانهم الصيام بإقرار الطبيب المعالج، وهناك دراسات عديدة في هذا الجانب ومنها دراسة قامت بها جامعة جنوب كاليفورنيا وبينت أن للصيام تأثيرا إيجابيا على خلايا السرطان، حيث اكتشف الباحثون أيضا أن الصيام يقلل من نسبة الهرمون المرتبط بنمو الأورام، كما أن الجهاز المناعي خلال الصوم يتخلص من أجزائه المتضررة من الكيماوي ويجددها مما يقوي المناعة، وبالتالي يزيد من معدلات الخلايا الجذعية في الجسم التي تتحول لاحقا لدماء أو خلايا مناعية، كما وجد أن صوم مرضى السرطان قبل العلاج الكيماوي ساعدهم على تخطي الآثار الجانبية له بشكل أفضل عن غيرهم.