أيام معدودة ويهل علينا الشهر الكريم الذي يتلهف ويتشوق للقائه ويستبشرون بمقدمة ملايين البشر كبارا وصغارا في مشارق الأرض ومغاربها يترقبون دخوله علينا لأن فيه كل الخير والبركة ومع استشراق النفوس لهذه النعمة التي قرب حلولها وتتطلع القلوب لهذه الشعيرة العظيمة، شهر رمضان عادت أيامك ولياليك أياما وليالي مشرقة بطاعة وذكر الله.
ها قد أقبل شهر الصيام والقيام والبر والإحسان شهر الرحمة والمغفرة شهر به ليله خير من ألف شهر، شهر أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات قال تعالى (شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ﴾
واعتادت المجتمعات من مختلف الأقطار أن تستقبل رمضان بكل بهجة وسرور أما في مجتمعنا السعودي شهر مختلف عن بقية الشهور حيث تحتفل الأمة الإسلامية بقدومه فالفرحة غامرة وسط ضحكات ومحبة وابتهاج وتعيش بلادنا خلال شهر رمضان أجواء روحانية يخيم عليها مشاعر المحبة والود والإخاء والتراحم وتتزين الشوارع ومداخل المنازل والحارات وذلك بتعليق المصابيح ذات الإنارة المتنوعة وتقديم الأناشيد التي ترحب بقدوم الشهر الكريم وتشهد عادات ومظاهر استقبال الشهر الكريم المرتبطة على الدوام كالترابط الاجتماعي والمظاهر الثقافية والاجتماعية ومن تلك العادات عادة جميلة ولافتة من العائلات وخاصة الجيران فتناول الإفطار لا يغيب بين الأسر والجيران وهذه المناسبة مناسبة شهر رمضان تجعل ربات البيوت يتفنن في أعداد الأكلات المتنوعة فإن الصيام لا يعني ترك الطعام والشراب وحسب بل مدى التزام الإنسان بكف الجوارح عن المعاصي أو عدم الاحتراب في الأسواق لشراء الأطعمة لوجبات الإفطار والسحور ولا تنطق ألسنتنا بالكلام كالغيبة والنميمة وفي رمضان يجب الحرص في المحافظة على الصلوات والعبادات المختلفة كالتراويح والتهجد والإقبال على قراءة القرآن الكريم واغتنام الأوقات للتزود بالطاعات والتعرض للنفحات والظفر بالعطايا وتفقد الأرحام والأقارب وتفطير الصائمين واغتنام العشر الأواخر من رمضان وتأدية زكاة الفطر والصدقات والعمرة والاعتكاف.
اللهم بلغنا شهر رمضان ووفقنا فيه لميادين البر والإحسان وأعننا فيه على طاعتك وحسن عبادتك ولنقول لرمضان والصائمين في بقاع العالم كل عام وأنتم بخير.
بقلم
الكاتبة صحفية
أ. ليلى الشيخي
