مؤتمر دولي يؤكد ضرورة إعادة النظر في برامج العلاقات العامة والتركيز على تجويد مخرجاتها
غيداء الغامدي – أبو ظبي
اختتم المؤتمر العلمي الدولي الأول المحكم للعلاقات العامة الذي نظمه قسم العلاقات العامة والإعلان بكلية ليوا للتكنولوجيا في أبوظبي يومي الإثنين والثلاثاء، تحت عنوان: “التأهيل الأكاديمي والممارسة المهنية للعلاقات العامة في الدول العربية: الواقع والآفاق”، بمشاركة لفيف من أساتذة العلاقات العامة العاملين في الجامعات العربية.
وأوضحت الكلية أن ثلاثة أعضاء من هيئة التدريس في قسم العلاقات العامة والإعلان أشرفوا على تنفيذ المؤتمر، هم: الأستاذ الدكتو عبد الملك الدناني رئيس اللجنة العلمية، والدكتور عمر بن عمر عميد الكلية، والدكتور خالد عبد الله درار عضو اللجنة العلمية، في إطار مشروع بحثي متكامل في مجال العلاقات العامة.
وخلال ست جلسات علمية استمرت لمدة يومين قُدِّمت في المؤتمر أربع وعشرين ورقة علمية لباحثين من إحدى عشرة دولة عربية، خُصِّصت كل جلسة لمحور محدد من محاور المؤتمر.
وشارك في الجلسة الافتتاحية متحدثين بارزين من أساتذة العلاقات العامة في الوطن العربي، وهم: الأستاذ الدكتور علي عجوة أستاذ العلاقات العامة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور محمد قيراط أستاذ العلاقات العامة وعميد كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية في الإمارات، والأستاذة الدكتورة مي العبد الله رئيس الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال في بيروت.
وتناولت الجلسة الثانية محور الإعداد الأكاديمي في مجال العلاقات العامة، وخصصت الجلسة الثالثة لمحور التدريب في مجال العلاقات العامة، وكرست الجلسة الرابعة للبحث في الممارسة المهنية للعلاقات العامة.
وقدمت في الجلسة الخامسة رؤى مستقبلية للعلاقات العامة من جهة العديد من الباحثين المتميزين، وفي الجلسة السادسة والختامية تم مناقشة نتائج وتوصيات الأوراق العلمية المقدمة للمؤتمر.
وخرج المؤتمرين بالعديد من التوصيات العلمية نوجزها في الآتي:
أولاً/ في محور الإعداد الأكاديمي في مجال العلاقات العامة:
1-إعادة النظر في التوسع في أقسام وكليات الإعلام، وعلوم الاتصال التي تقدم برامج العلاقات العامة، والتركيز على تجويد مخرجاتها، وذلك بتوفير عناصر نجاحها من خلال تطوير وتحسين البيئة الدراسية بحيث تحتوي على متطلبات التطبيق العملي (معامل وأستوديوهات وصالات تحرير، وغيرها من المتطلبات)، التي تسهم في مساعدة الأساتذة والطلاب معاً لإنجاز التطبيقات العملية.
2-ضرورة تحديث المناهج والمقررات الدراسية لبرامج العلاقات العامة وتطويرها باستمرار بما يلائم متطلبات سوق العمل في مختلف المجالات وبما يواكب التطورات التكنولوجية الحديثة. مع ضرورة إجراء المزيد من الدراسات وورش العمل للحصول على المزيد من المعلومات حول متطلبات سوق العمل خاصة في ظل التغييرات المتسارعة بُغية تضمينها في البرامج الأكاديمية لتخصص العلاقات العامة.
3-إدخال المزيد من المقررات ذات الصبغة الرقمية، مع دعم تلك المقررات بأعضاء هيئة تدريس ومعامل وبرامج تتناسب مع توصيفها وأهداف نواتج التعلم المرتبطة بها، وطريقة التقييم والاختبارات.
4-تطوير مختبرات للتدريب الاعلامي في أقسام العلاقات العامة بالجامعات لتدريب الطلبة وصقل مهاراتهم الاعلامية.
5-إعادة النظر في تصميم وتخطيط المقررات بما يواكب التطورات المعرفية الحاصلة اليوم وبما يتماشى وفلسفة اعداد الخريجين للتنافس في سوق العمل الذي يشهد تغيرات وتطورات سريعة وذلك بتحويل المقررات لتصبح عملية تركز على اكساب الطلاب المهارات الضرورية لإدارة اتصالات الأزمات وتنويع استراتيجيات تدريس المقررات وتبنى استراتيجيات جديدة تسمح بخلق بيئة افتراضية للطلاب يستطيعون من خلالها إبراز قدراتهم على مواجهة المشكلات وتصور الحلول المناسبة وصقل مهاراتهم في مجال صياغة الرسائل الاتصالية المناسبة والابتعاد عن أسلوب التلقين المعرفي الذي لم يعد فعالاً اليوم في إعداد وتأهيل الطلبة لمواجهة المشاكل الحقيقية.
6-ضرورة إيلاء أهمية لموضوع وسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها في ادارة اتصال الأزمات خصوصا وأن معظم الطلاب اليوم من مستخدمي هذه الوسائل وأن هذه الأخيرة ما فتئت تحتل مكانة بارزة في الاستراتيجيات الاتصالية للمؤسسات في الوقت الراهن.
7-العمل على زيادة المقررات الدراسية التطبيقية، مع إضافة مقررات دراسية جديدة تواكب التطورات التقنية الحديثة مثل مقررات إدارة مواقع التواصل الاجتماعي للمؤسسات – تقنيات الذكاء الاصطناعي – إنتاج المواد الاعلامية الرقمية وغيرها. على أن يُجيد دارسو العلاقات العامة تنفيذ برامج العلاقات العامة، أو تصميم إعلانات، أو حملات إعلانية، أو إصدار صحيفة، أو مجلة، إعداد وإنتاج برنامج أو فيلم وثائقي أو معرض، وغير ذلك من المواد الإعلامية) قبل تخرجهم في الجامعة.
8-مراعاة البرامج والمقررات للتعددية والتنوع الثقافي ذلك أن الخريجين يتم استقطابهم من خلفيات متنوعة يقدمون أفكارا قيمة وأداءً فعالاً خصوصاً إذا حصلوا على التدريب المناسب.
9-مواكبة كليات العلاقات العامة استخدام التقنيات الحديثة لاسيما في المساقات التطبيقية والاعتماد على التدريب المهني المركز في بيئة العمل الواقعية.
10-الاهتمام ببحوث التخرج فردية كانت أو جماعية إضافة لمشروع التخرج بحيث يرتبط بسوق العمل وذلك بالتعاون والتنسيق مع الشركات والمؤسسات على الصعيد الوطني والاقليمي العربي.
11-إشراك المنظمات المهنية في تطوير البرامج الأكاديمية للعلاقات العامة ومخرجاتها.
ثانياً/ محور التدريب في مجال العلاقات العامة:
1-نظرا لأهمية التدريب والتأهيل الإعلامي في تشكيل وتكوين الإعلامي المتخصص المحترف، لما تنطوي عليـه عمليـة التدريب والتأهيل من نقـل للخبـرات، واكتـساب للمهـارات- فإنه يلزم وجود تنسيق وتكامل بين المؤسسات الأكاديمية، والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص، بما يضمن تحقيق الانسجام بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي.
2-عقد اتفاقيات تعاون وشراكات عمل بين كليات الاعلام بالجامعات العربية الحكومية منها والخاصة والمؤسسات الحكومية والخاصة لتدريب الطلبة وإكسابهم مهارات العمل الاتصالي والإعلامي في بيئات واقعية، وإحكام ربط الجانب النظري بالعملي.
3-تبادل الخبرات التدريبية والمهنية مع كليات وأقسام الإعلام، وزيادة عدد الساعات المخصصة للتدريب، وتعزيز قدرات أعضاء هيئة التدريس في المجال العملي لتقديم خريج يتمتع بمواصفات خاصة تتناسب مع سوق العمل.
4-إنشاء نظام بيئي تعاوني بين الأوساط الأكاديمية ومنظمات الأعمال في مختلف المجالات من خلال اتفاقيات تعاون بين الجامعات والمنظمات المعنية بهدف تدعيم التدريب التعاوني مع جهات توفر بيئة تحاكي الواقع الذي سيعمل فيه الخريج، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب باتفاقات رسمية.
5-إنشاء شراكات مثمرة بين أقسام العلاقات العامة بالجامعات والتنظيمات المهنية ذات الصلة في كل دولة (اتحاد، جمعية – رابطة) تسهم من خلال الأنشطة والبرامج المشتركة في ترسيخ مفهوم العلاقات العامة وتعزيز مكانتها في المجتمعات ومنظمات الأعمال الحكومية وغير الحكومية، بُغية (تسوير) مهنة العلاقات العامة، شأنها شأن المهن الأخرى، فضلاً عن تعزيز الجانب التدريبي لدارسيها.
6-إدراج مساقات جديدة أو ادخال تعديلات على المقررات لتعالج وظائف العلاقات العامة الحديثة.
7-خلق علاقات مع المؤسسات الإعلامية لتدريب الطلاب، كامتداد لعمل الأقسام والكليات التي تدرس علوم الاتصال.
8-إعادة النظر في مساقات التدريب الميداني ببرامج العلاقات العامة بما يتلاءم مع التحولات الرقمية، ويتوافق مع احتياجات سوق العمل، ومراعاة أن يعكس توصيف المقررات ذات الطبيعة العملية الربط بين الجانبين العملي والنظري، مع التركيز على مهارات إضافية في مناهج التعليم والتدريب الإعلامي كمهارات التعامل مع وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الخاصة، والعمل في فريق، وحل المشكلات، ومهارات الانتاج، ومهارات ومتطلبات الصحفي الشامل.
ثالثاً/ الممارسة المهنية للعلاقات العامة:
1-التأكيد على ضرورة الاتجاه نحو الاستفادة من التقنيات الذكية في مجال التسويق والعلاقات العامة مع الأخذ في الاعتبار الإلتزام بالمعايير الأخلاقية وضمان الدقة والملاءمة عند تفعيل التقنيات الذكية.
2-تنظيم الدورات التدريبية المفيدة والمتخصصة في طبيعة ومجال عمل العلاقات العامة بهدف رفع مستوى الأداء المهني للممارسين.
3-أهمية التنسيق بين الاتحادات والنقابات العالمية والوطنية وربطها بمجال العلاقات العامة وإعداد دورات تدريبية وتثقيفية للممارسين لها وتمنحهم شهادات معترفة بها عالميًا، مع ضرورة أن ترتبط تلك الدورات التدريبية بالحوافز والترقيات في عمل العلاقات العامة.
4-ضرورة التكيف مع التقنيات الرقمية الناشئة وتعزيز قدرات ممارسي العلاقات العامة في التعامل معها، وتعلم قدرات رقمية جديدة تتماشى مع بيئة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
رابعاً/ الرؤى المستقبلية للعلاقات العامة:
1-العمل على إيجاد هوية أكاديمية وبحثية للعلاقات العامة على مستوى الدول العربية.، وذلك من خلال فتح نقاش أكاديمي عقلاني حول المفاهيم الأساسية للإعلام والاتصال والعلاقات العامة، نقاش من شأنه التقريب بين وجهات النظر المتباعدة والتوجه نحو استخدام موحد لهذه المفاهيم.
2-ضرورة أن تقوم أقسام العلاقات العامة بمبادرات من شأنها أن تُسهم في تمكين العاملين في إدارات العلاقات العامة من الحصول على خلفية علمية مناسبة لممارسة المهنة على أسسٍ سليمة، بما يُصحح الصورة الانطباعية غير الإيجابية عن العلاقات العامة بمختلف منظمات الأعمال، ومن ثم وضعها في المستوى الإداري المناسب.
3-ضرورة فهم وإلمام محترفي العلاقات العامة بكيفية وأساليب تأثير تقنيات الاتصال الجديدة على السلوكيات العامة للجمهور بغرض تقديم المشورة الصادقة والمسؤولة لمنظماتهم عند استخدام تلك التقنيات.
4-على محترفي العلاقات العامة تطوير الالمام بحلول الذكاء الاصطناعي الحالية والتطورات في السوق.
5-تفعيل نشاط الجمعيات والروابط المهنية التي تجمع ممارسي ومستشاري العلاقات العامة لوضع مواثيق الشرف للارتقاء بمستوى المهنة من خلال التعليم المستمر للعاملين في الحقل، في كل قطر عربي.
6-الاستمرار في عقد المؤتمرات العلمية لتناول صورة العلاقات العامة الحالية من جانب الجامعات في الدول العربية للإسهام الإيجابي في التكيف مع تطورها الديناميكي، والذي يرتبط بالتحديات الأربعة التي تواجه العلاقات العامة الحديثة وممارسيها: القياس والأخلاق والاستخدام المناسب لجميع القنوات المتاحة والتعليم.
7-إقامة مؤتمرات علمية دورية عن العلاقات العامة بالتعاون بين أقسام العلاقات العامة بالجامعات والتنظيمات المهنية ذات الصلة، لإحداث التكامل المطلوب بين مخرجات برامج العلاقات العامة ومتطلبات بيئة الأعمال.
8-إعداد منصة الكترونية أو قاعدة بيانات بأساتذة وممارسي العلاقات العامة وخصائصهم السوسيومهنية في الدول العربية بالتنسيق والتعاون بين أقسام العلاقات العامة والتنظيمات المهنية الوطنية والإقليمية ذات الصلة بالدول العربية، لتسهيل عملية التعاون والتشاور المثمر بين كل الأطراف الفاعلة في المجال.
9-العمل على إنشاء كيان (هيئة، لجنة، رابطة، مجلس) لتعليم العلاقات العامة بالدول العربية، بحيث يضم هذا الكيان خبراء العلاقات العامة من تجارب ومدارس متنوعة، يُقدم المشورة للمؤسسات الأكاديمية التي تُقدم برامج للعلاقات العامة.
وفي ختام أعمال المؤتمر تم تكريم الباحثين المشاركين والأوراق المتميزة واللجنة العلمية للمؤتمر بالشهادات التقديرية، تقديراً لجهودهم العلمية الرصينة المبذولة، والتي أسهمت في إنجاح فعاليات المؤتمر.