إذا سُئلت عن الأصول الثلاثة التي يجب على المسلم معرفتها فقل :
١- معرفة العبد ربه .
٢- معرفة العبد دينه .
٣- معرفة العبد نبيه محمد ﷺ .
* الأصل الأول : معرفة العبد ربه .
فإذا قيل لك : من ربك ؟ فقل : ربي الله الذي رباني وربّ جميع العالمين بنعمه ، وهو معبودي ليس لي معبود سواه .
والدليل قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(١) سورة الفاتحة .
فإذا قيل لك : بم عرفت ربك ؟
فقل : بآياته ومخلوقاته ، والدليل قوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا للهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(٣٧) سورة فصلت
* الأصل الثاني : معرفة العبد دينه .
فإذا قيل لك ما دينك ؟
فقل : ديني الإسلام .
فإذا قيل لك : كم مراتب الدين ؟
فقل : مراتبه ثلاثة :
١- الإسلام .
٢- الإيمان .
٣- الإحسان .
* المرتبة الأولى : الإسلام .
فإذا سئلت ما هو الإسلام ؟
فقل هو : الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله .
فإذا سئلت ما أركان الإسلام ؟
فقل : أركان الإسلام خمسة ، قال صلى عليه وسلم : ( بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ : شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا ) حديث صحيح
* المرتبة الثانية : الإيمان .
إذا سُئلت ما الإيمان ؟
فقل هو : التصديق التامّ والاعتقاد الجازم بوجوده سبحانه تعالى .
إذا سئلت : ما أركان الإيمان ؟
فقل : أركانه ستة : أن تؤمن بالله ، وملائكته وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره .
والدليل قوله تعالى : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ … (١٧٧) سورة البقرة
والدليل على القدر قوله تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ(٤٩) سورة القمر
* المرتبة الثالثة : الإحسان .
إذا سئلت عن الإحسان فقل هو : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
والدليل قوله تعالى :
( وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ (٢١٧) ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ (٢١٩) إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (٢٢٠) سورة الشعراء
والدليل من السنة ما ورد في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث جبريل المطول وفيه : ( فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
* الأصل الثالث : معرفة العبد نبيه .
فإذا سئلت : من نبيك ؟
فقل : نبيي محمد ﷺ ، وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم من قريش ، وقريش من العرب ، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .
فإذا سئلت : أين ولد ؟
فقل : ولد بمكة في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل .
فإذا سئلت عن وفاته فقل : توفي في المدينة المنورة يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل من السنة الحادية عشرة للهجرة وعمره حينئذ ثلاث وستون .
فإذا سئلت أين ومتى نزل الوحي عليه ؟
فقل : في غار حراء من يوم الإثنين في الحادي والعشرين من شهر رمضان قبل الهجرة باثنتي عشرة سنة .
فإذا سئلت : كم كان عمره حينما بعث ؟
فقل : كان يبلغ من العمر أربعين عامًا .
فإذا قيل : ما الذي نزل عليه ؟
فقل : نزل عليه القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملةً واحدة ، ثم نزل بعد ذلك منجَّماً في ثلاث وعشرين سنة ، قال الله تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ(١٨٥) سورة البقرة
وقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(١) سورة القدر
وقوله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا(٣٢) سورة الفرقان
وقوله تعالى : (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا(١٠٦) سورة الإسراء
فإذا سئلت عن ترتيبه فقل : هو آخر الأنبياء والمرسلين ، قال الله تعالى : ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ … (٤٠) سورة الأحزاب
فإذا سئلت عن رسالته ، فقل : رسالته ناسخة لجميع الرسالات .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ) رواه مسلم
وقوله تعالى : (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا باللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ باللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨) سورة الأعراف .
* المراجع :
– شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين .
– شرح الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ، تأليف أحمد بن محمد الصقعوب .
– موقع الدرر السنية للموسوعة الحديثية والفقهية لمجموعة من الباحثين .
بقلم أ. مهدي جدُّه حكمي
ماشاءالله تبارك الله ابا مالك مبدع دائما في كتاباتك التاريخية والادبية والثقافية والاجتماعية والأدبية بارك الله فيك