المقالاتقصص

الوصول إلى عمورية

في السادس من رمضان

عدد المشاهدات 2392

كانت مدينة عمورية تقع في فريجيا بآسيا الصغرى ، تأسست في الفترة الهلينية ، وازدهرت في عهد الإمبراطورية البيزنطية ، وهُجرَت بعد هجوم الخليفة العباسي المعتصم بالله عليها .

كانت عمورية تقع على الطريق العسكري البيزنطي الرابط بين القسطنطينية وقلقيلية ، وكانت تقع بالقرب من قرية حصار كوي على بعد ثلاثة عشر كيلومترًا شرق مركز مقاطعة أميرطاغ ، وهي الآن عبارة عن موقع أثري في أميرطاغ بتركيا .

كان السبب الرئيسي في السير إلى عمورية هو رد كرامة امرأة عربية مسلمة تدعى شراة العلوية ، وذلك عندما اعتدى الإمبراطور البيزنطي تيوفيل بن ميخائيل على بعض الثغور والحصون على حدود الدولة العباسية ، وأسر الكثير من النساء ، وكانت من ضمن الأسيرات شراة ، فصاحت تلك المرأة : (وامعتصماه وامعتصماه) ، فسمعها الكثير ، وتناقلوا خبر استغاثتها .

فلما وصل المعتصم خبر اعتداء تيوفيل ، وباستغاثة المرأة التي وقعت في الأسر ، وكان حينها جالسًا على سريره فنهض ، وقال : لبيك لبيك .

ترجَّل المعتصم بالله ، ثم نادى في عسكره : احضروا خيلي البَلَق ، فلما جاؤوا بخيله ، قال لهم : جهزوا الجيش .

جهز المعتصم جيشًا ضخمًا ، أرسله على وجه السرعة ؛ لإنقاذ المسلمين ؛ وتلبية لتلك المرأة المستغيثة .

خرج المعتصم بالجيش ، ولما وصل إلى سروج (جنوب تركيا حاليًا) أعد عدته وجمع جنوده ، واختار الأمراء الأشاوس ، ثم قسًّم الجيش إلى فرقتين :
الأولى بقيادة حيدر بن كاوس الملقب بالأفشين .
والفرقة الثانية كانت بقيادته .
افترقت الفرقتان على أن تلتقيا بأنقرة .

وفي أثناء سير الفرقة الأولى ، وقعت معركة آيزن أو دزمون ، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شعبان بين الأفشين وتوفيل ، وهُزِم فيها الجيش البيزنطي ، وهرب توفيل إلى القسطنطينية .

فلما وصلت أنباء الانتصار للمعتصم ، فرح وكبَّر وحمد الله وأظهر ، ثم واصل السير ، حتى التقى بالجيش الذي يقوده الأفشين عند أنقرة ، فدخلوها بدون أي مواجهة ؛ لأن أهلها هربوا منها ، بعد أن سمعوا بهزيمة ملكهم توفيل .

خرج المعتصم بالله على رأس جيشه الكبير ، متجهًا إلى عمورية ، وكان وصوله في اليوم السادس من رمضان ، من عام مئتين وثلاثة وعشرين من الهجرة .

فبدأ بحصارها ، واستغرق ذلك الحصار أحد عشر يومًا ، ثم فتحها بعد أن استسلم أهلها ، وبدأ بفك أسر المستغيثة شراة العلوية ، ثم قال لها : اشهدي لي عند جدِّك ، أني أتيت لخلاصك ، وفي مقدمة عسكري أربعة آلاف أبلق (الأبلق ما كان في لونه سواد وبياض من الخيول) .

* المراجع :
– الكامل في التاربخ لابن الأثير .
– البداية والنهاية لابن كثير .
– تاريخ الرسل و الملوك للطبري .

بقلم أ. مهدي جدُّه حكمي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ماشاءالله تبارك الله مبدع دائما ابا مالك في كتاباتك التاريخية والادبية والثقافية والاجتماعية جميل جدا جدا بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com