كانت مدينة عمورية تقع في فريجيا بآسيا الصغرى ، تأسست في الفترة الهلينية ، وازدهرت في عهد الإمبراطورية البيزنطية ، وهُجرَت بعد هجوم الخليفة العباسي المعتصم بالله عليها .
كانت عمورية تقع على الطريق العسكري البيزنطي الرابط بين القسطنطينية وقلقيلية ، وكانت تقع بالقرب من قرية حصار كوي على بعد ثلاثة عشر كيلومترًا شرق مركز مقاطعة أميرطاغ ، وهي الآن عبارة عن موقع أثري في أميرطاغ بتركيا .
كان السبب الرئيسي في السير إلى عمورية هو رد كرامة امرأة عربية مسلمة تدعى شراة العلوية ، وذلك عندما اعتدى الإمبراطور البيزنطي تيوفيل بن ميخائيل على بعض الثغور والحصون على حدود الدولة العباسية ، وأسر الكثير من النساء ، وكانت من ضمن الأسيرات شراة ، فصاحت تلك المرأة : (وامعتصماه وامعتصماه) ، فسمعها الكثير ، وتناقلوا خبر استغاثتها .
فلما وصل المعتصم خبر اعتداء تيوفيل ، وباستغاثة المرأة التي وقعت في الأسر ، وكان حينها جالسًا على سريره فنهض ، وقال : لبيك لبيك .
ترجَّل المعتصم بالله ، ثم نادى في عسكره : احضروا خيلي البَلَق ، فلما جاؤوا بخيله ، قال لهم : جهزوا الجيش .
جهز المعتصم جيشًا ضخمًا ، أرسله على وجه السرعة ؛ لإنقاذ المسلمين ؛ وتلبية لتلك المرأة المستغيثة .
خرج المعتصم بالجيش ، ولما وصل إلى سروج (جنوب تركيا حاليًا) أعد عدته وجمع جنوده ، واختار الأمراء الأشاوس ، ثم قسًّم الجيش إلى فرقتين :
الأولى بقيادة حيدر بن كاوس الملقب بالأفشين .
والفرقة الثانية كانت بقيادته .
افترقت الفرقتان على أن تلتقيا بأنقرة .
وفي أثناء سير الفرقة الأولى ، وقعت معركة آيزن أو دزمون ، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شعبان بين الأفشين وتوفيل ، وهُزِم فيها الجيش البيزنطي ، وهرب توفيل إلى القسطنطينية .
فلما وصلت أنباء الانتصار للمعتصم ، فرح وكبَّر وحمد الله وأظهر ، ثم واصل السير ، حتى التقى بالجيش الذي يقوده الأفشين عند أنقرة ، فدخلوها بدون أي مواجهة ؛ لأن أهلها هربوا منها ، بعد أن سمعوا بهزيمة ملكهم توفيل .
خرج المعتصم بالله على رأس جيشه الكبير ، متجهًا إلى عمورية ، وكان وصوله في اليوم السادس من رمضان ، من عام مئتين وثلاثة وعشرين من الهجرة .
فبدأ بحصارها ، واستغرق ذلك الحصار أحد عشر يومًا ، ثم فتحها بعد أن استسلم أهلها ، وبدأ بفك أسر المستغيثة شراة العلوية ، ثم قال لها : اشهدي لي عند جدِّك ، أني أتيت لخلاصك ، وفي مقدمة عسكري أربعة آلاف أبلق (الأبلق ما كان في لونه سواد وبياض من الخيول) .
* المراجع :
– الكامل في التاربخ لابن الأثير .
– البداية والنهاية لابن كثير .
– تاريخ الرسل و الملوك للطبري .
بقلم أ. مهدي جدُّه حكمي
ماشاءالله تبارك الله مبدع دائما ابا مالك في كتاباتك التاريخية والادبية والثقافية والاجتماعية جميل جدا جدا بارك الله فيك