“جسور”.. “د.ضياء الحاج حسين” : كنت يوميًّا أقطع مسافة ساعة مشيًا على الأقدام للوصول إلى مدرستي
غيداء الغامدي – متابعات
استعرض برنامج “جسور” على القناة السعودية قصة طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور “ضياء الحاج حسين”، الذي كان يتمنى الالتحاق الهندسة، بينما والداه كانا يريدانه طبيبًا.
وتفصيلاً، انطلقت طفولة الدكتور “ضياء” من منطقة الباحة، وسرد قصة نجاحه بعد أن واجه الكثير من التحديات والصعوبات التي دفعته بكل عزيمة وإصرار نحو تحقيق النجاحات في عالم الطب.
وقال الطبيب ضياء أثناء حديثه للبرنامج: واجهت في طفولتي الكثير من التحديات والصعوبات؛ إذ كنت أدرس المتوسطة والثانوية في الباحة نظرًا لوجودي مع والدي الذي كان يعمل مهندسًا مشرفًا على عقبة الباحة بتهامة، وكنت يوميًّا أقطع مسافة ساعة مشيًا على الأقدام للوصول إلى مدرستي في قرية الظفير.
وأضاف: من الصعوبات التي كنت أواجهها الدراسة بنور الفوانيس لعدم وجود الكهرباء. وكل هذه التحديات، بجهود واهتمام الوالدين، استطعت التغلب عليها، ومواصلة رحلة النجاح.
وتابع: كنت شغوفًا بالهندسة، بينما كانت رغبة والدي أن أصبح طبيبًا. وبعد أن سجلت في قسم الهندسة، واستلمت كل أوراقي، وكانت الدراسة على وشك أن تبدأ، وخلال سيري من الجامعة، أتت رياح قوية؛ فبعثرت كل أوراقي، وطارت مع الهواء الشديد، وكانت لحظات صعبة، أيقنت خلالها أنه لا خير لي في الهندسة، وأن إرادة الله أن أتجه نحو الطب. وبالفعل، وضعت تخصص العظام في بالي، وخصوصًا أن والدتي وجدتي تشتكيان من آلام العظام. وعندما استشرت عمي الدكتور فارس قال هناك تخصص جديد، يجمع بين الباطنة والعظام، اسمه الروماتيزم، فوفقني الله بهذا التخصص، وأصبحت طبيبًا في الروماتيزم.
وواصل د. ضياء: قلت للمشرف في بداية مرحلة الدكتوراه إنني سأنشر 10 أبحاث، فكان رده لي: أنت متفائل زيادة. وفعلا أثناء مقابلة فريق برنامج “جسور” المشرف البروفيسور ديفيد سكوت أكد أنه فعلاً انبهر واندهش من إصرار ومثابرة الدكتور ضياء على الجمع بين الناحية السريرية والبحثية.
وأكمل: نشرت أكثر من 10 أبحاث في مجلات عالمية في مرحلة رسالة الدكتوراه، وتأخرت عامًا في الحصول على الدكتوراه في الروماتيزم بسبب الحادث المروري الذي تعرضت له في بريطانيا. وبتشجيع ودعم زوجتي نفسيًّا أكملت علاجي في أمريكا، وبعد الشفاء استكملت رسالتي، وحصلت على الدكتوراه في بريطانيا.
واستطرد: بعد حصولي على الدكتوراه لم أتوقف نهائيًّا، بل واصلت رحلة العلم، وحصلت على دبلوم التغذية من أمريكا؛ حتى يكون لدى إلمام كامل بكل التخصصات المتعلقة بالروماتيزم. كما حصلت على الدبلوم والبورد الأمريكي في استخدام الليزر الخفيف في أماكن الإبر الصينية لعلاج الألم.
وقال: بعد خدمة القطاع الحكومي والذي كنت أغطي فيه 14 منطقة سعودية بجانب العمل في المستشفيات الخاصة اتجهت إلى العمل الخاص عبر مركزي الطبي. مضيفًا بأن مواجهة بعض الأشخاص آلام الجسم بالمسكنات لسهولة توافرها في صيدلية المنزل من أخطر الأمور المنتشرة؛ لتأثير ذلك على أعضاء الجسم، وتحديدًا تدهور وظائف الكليتين والكبد؛ لذا يجب تجنب تناول المسكنات بكثرة ودون دوافع حقيقية، والحرص على النوم الصحي، وتجنب تناول مشروبات الكافيين لتفادي الأرق، وممارسة الرياضة يوميًّا، كالمشي مثلاً، لمدة نصف ساعة، بما يعادل 150 دقيقة أسبوعيًّا.
وأضاف: تم اختياري ضمن قائمة أفضل 10 أطباء روماتيزم في بريطانيا، حسب لجنة أطباء القمة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًّا لها؛ وذلك تقديرًا للجهود المبذولة في مجال طب الروماتيزم، والأبحاث العلمية المتعلقة به، علاوة على استحداث طريقة جديدة لعلاج الألم، واختصار عدد جلسات علاج ألم الظهر والرقبة والكتف والركبة.
وأشار إلى أنه رغم متاعب الطب، والانشغال في خدمة الرسالة الإنسانية، إلا أنني حرصت على الجانب الأسري في حياتي؛ فجميع أبنائي وبناتي في المجال الطبي والحمد لله، وفي مختلف التخصصات المهمة، ويواصلون معًا رحلة الطب وخدمة المجتمع، فيما إحدى بناتي مصممة في مجال الديكور والتصوير؛ إذ رأت نفسها شغوفة في هذا المجال، وبالطبع وجدت من الأسرة كل تشجيع ودعم.
ووجّه الدكتور ضياء في ختام حديثه 3 نصائح مهمة لتحقيق النجاح في الحياة، هي: تقوى الله، بر الوالدين والابتسامة؛ فالابتسامة في وجه أخيك صدقة، وهي في الوجوه أسرع طريق إلى القلوب، وأقرب باب إلى النفوس، وهي من الخصال المتفق على استحسانها وامتداح صاحبها. وقد فطر الله الخلق على محبة صاحب الوجه المشرق البسام، وكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- أكثر الناس تبسمًا.