بقلم: عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
المشاعر: هي تجربة واعية تتميز بالنشاط العقلي الشديد، وبدرجة معينة من المتعة أو المعاناة. وقد انجرف الخطاب العلمي إلى معانٍ أخرى، غير أنه لا يوجد إجماع على تعريف المشاعر. وغالبا ما تتشابك العاطفة مع الحالة النفسية، والمزاج، والشخصية، والتوجه. ويعرف أيضاً أن المشاعر معقدة بطبيعتها، ووفقا لبعض النظريات، فإن المشاعر هي حالات من الشعور الذي يؤدي إلى التغيرات الجسدية وبموجبها تتحرك الأحاسيس، ويفيق الشخص من التبلد الحسي، إذاً تتخذ المشاعر أشكالاً عديدة تظهر على ملامح الإنسان كان الشيء مفرح أو محزن أو غيرها وعند حدث معين تجد كل البشر تتحدث عنه والخبر في كل مكان وتصل أحياناً إلى الهستيريا فيما يخص هذا الحدث، واما ما يلاحظ في زماننا أن قيمة المشاعر القوية قد اندثرت وحل مكانها شيء من البرود و مشاعر لحظية التي لا قيمة لها أساساً والتي أيضاً تكون لمدة دقيقة أو ساعة أو يوم أو أسبوع متأثراً منها، ولكن سرعان ما تتبخر و تذهب مع الرياح العاصفة بغير عودة.
واما مقالي فهو عن الوالدين:
وعجباً مما نرآه بأعيُننا.. تعِبا وتحملا الكثير في شبابهما من أجلنا وحرما أنفسهما من الراحة ليرونا سعداء في أعينهم، آن الأوان أن نسعدهما ليرتاحا ولنجعل همومنا وأعمالنا وأبناءنا مسؤوليتنا، وليست مسؤوليتهما. لنحرص على أن يعيشا في هدوء في كبرهما ولنسعدهما كما أسعدانا في صغرنا، وبذلك نكون قد بعدنا عن العقوق؟
ولكن الذي يؤلمني جدا هذه الأيام، منظر أم تجاوزت الفئات السنية وهي تعكف على خدمة أبنائها المتزوجين موفرة لهم الصحة والعناية، إضافةً على ذلك خدمة أبناء ابنائها الصغار (أحفادها).
وفي ” نفس الإتجاه ” أن أرى أباً تجاوز الخمسين او الستين يحمل ما يحمل من آلام المفاصل والظهر، ورغم ذلك يخدم ابنه الشاب العشريني أو الثلاثيني الذي لايستحي ولايحرك مشاعره بأن يقوم بشراء متطلبات البيت بدلا عنهم !
مهلاً.. إن العقوق ليس صراخاً أو شتماً أو رفع صوت على الأم أو الأب، لا ياغلين بل له صور أخرى صامتة قد تكون أكثر وجعاً من صور العقوق الصريحة!
فلتعلم ياصاحب المشاعر المتبلدة وفاقدي الإحساس، أنه من البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن و غريزة الأمومة لديهن في خدمتنا وخدمة أطفالنا ! من البر بأمهاتنا أن لا نخبرهن بكل صغيرة وكبيرة تكدر خواطرها
لأن تلك الصغائر ما هي إلا هموم تتراكم في قلوب الأمهات المحبات مسببة لهن من القلق و الألم النفسي و الجسدي ما لا يمكن أن يتصوره الشباب و الشابات!
*الآ تعلمون بأن الأب والأم عند الكِبر تصبح نفسياتهم رقيقة و تجرحهم كلمة*
وأشد ما يؤلمهم هو رؤية أحد الأبناء في مشاكل و تعب هناك مشاكل يمكنكم حلها بأنفسكم.
والأجدر بِراً بأمهاتنا وآباءنا، لنسعدهم كما أسعدونا ونحن صغار!
آن الآوان لراحتهما كما خدموكم وتحملوا طفولتكم المزعجة، نعم والله لنساعدهما على رد التضحيات التي قدموها من أجلنا!
الأم الستينية والأب اليوم في هذه المرحلة أقولها بصراحة تُخدَم أو تَخدِم؟
وإن الأب الستيني أو السبعيني اليوم هو في مرحلة قطف الثمار،وليس لزرع البذور وسقايتها أعتقد وصلت رسالتي!
قال تعالى :
{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } .
*همسة*
*الأبوان : هما من يبكيان ليبتسم أولادهما، وهما من يحزنان ليفرح أولادهما، وهما من يشقيان ليسعد أولادهما، إنهما اللذان يجوعان ليشبعوا، ويعطشان ليرتووا، إنهما في الحقيقة كتلكم الشمعة التي تحترق حتى تذوب ليستضيء الأولاد باحتراقها، إنه قلب الأم والله جل وعلا يقول(وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً)،وإنها عين الأب والله جل شأنه يقول(وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)*
اللهم ارزقنا اولاداً بارين تحمل قلوبهم الحب والبر بنا عند كِبر سننا
رائع اخي عبدالرحمن….اللهم لاتحرمنا أجرهم في الدنيا والآخرة