الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات ومبادرات جمعية البر بجدة
بقلم: عبد الرحمن ضيف الله الزهراني*
جاء إطلاق جمعية البر بجدة حملتها التوعوية بمخاطر المخدرات تفاعلاً مع الحملة الأمنية التي انطلقت مؤخراً بتوجيه ومتابعة سمو ولي العهد يحفظه الله ليؤكد الدور الفاعل لمنظمات القطاع غير الربحي في حماية المجتمع والحفاظ على مكتسباته وحماية أبنائه من الانزلاق في مستنقعات الانحراف أو تعاطي المخدرات والمسكرات والمؤثرات العقلية، بكل ما تلقيه من ظلال داكنة على مستقبلهم، وبكل ما تشكله من تهديد للأمن والسلم الاجتماعي.
وقد جاءت الحملة الأمنية التي شملت جميع مناطق المملكة تجسيداً لحرص الدولة على توفير بيئة آمنة وصحية لأبنائنا من الجنسين، تحفظ عقولهم وأجسادهم، وتحقق لهم جودة الحياة في مجتمع حيوي يستشرف المستقبل بسواعد أبنائه، باعتبارهم نواة للمشروع الحضاري الذي تبنته رؤية المملكة 2030.
لذا جاءت هذه الحملة لتكون بمثابة حرب ضروس شاملة على المخدرات وعلى كل من يستهدف أبناء الوطن بأجسادهم وعقولهم، ولتترجم بحزم على أرض الواقع ما قاله سمو وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بأنها: “ضربة تتلوها ضربات، ولن ينجو منها مروجو ومهربو المخدرات ومن يستهدفون مجتمعنا ووطننا”.
ولأن المواطن هو رجل الأمن الأول جاءت الدعوة الى مشاركته في درء مخاطر انتشار المخدرات من خلال إتاحة رقم مجاني (995) للإبلاغ عن المدمنين أو المتورطين في المخدرات، إضافة الى إتاحة الفرصة للمدمنين أنفسهم أو أسرهم للاتصال بمركز استشارات الإدمان (1955) وهو ضمن برامج المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس)، الذي تشرف عليه الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات، ومستشفيات الأمل، حيث يعمل على خدمة الأسر التي لديها مدمن، إضافة الى طلب حالات علاجية ونقل قسري وتقديم الاستشارات بسرية تامة وأسلوب حضاري.
وهو ما يطبقه أيضاً مجمع إرادة والصحة النفسية الذي يحرص على السرية وخصوصية معلومات المريض وهو ما يعتبر أكبر محفز للمدمنين لطلب العلاج.
لقد جمعت هذه الحملة مزيجاً من الأهداف، فهي تضرب بيد من حديد شراذم المغرضين من تجار هذه السموم والمتورطين فيها، ولكنها في الوقت نفسه تحتضن باليد الأخرى أبناء المجتمع من خلال بث التوعية والتثقيف بمخاطر المخدرات إضافة الى تطوير برامج العلاج والتأهيل للمدمنين وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم.
وعودة الى حملة جمعية البر بجدة المتزامنة مع هذه الحملة الأمنية، فقد شملت برامج توعوية تجسدت في إعداد الملفات الصحفية والبوسترات الإرشادية إضافة الى عدد من الدروس والتوجيهات الوقائية الموجهة للأيتام في دور الضيافة، والتي شملت أيضاً مبادرة الجمعية بالإعلان عن استعدادها تقديم تسهيلات للأيتام لتنسيق العلاج في مجمعات إرادة والمراكز المتخصصة لعلاج الإدمان بسرية تامة، في حال كان أحدهم قد انزلق -لا قدر الله- الى استخدام أي من أنواع المخدرات والمُسكرات والمؤثرات العقلية.
وهو جهد تجسِّد فيه الجمعية استشعارها بمسؤولياتها المجتمعية وحرصها على توفير بيئة صحية آمنة لأبنائها ولأبناء المجتمع قاطبة.
*مدير إدارة دور الضيافة والرعاية الاجتماعية بجمعية البر بجدة