بقلم: عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
السر أمانة وعهد عظيم يجب على الإنسان المحافظة عليه وكتمانه، فعندما يستأمنك أحدهم على أسراره فلا بد وأنه يرى فيك الإنسان المحترم المخلص الذي لن يفشي أسراره بتاتاً.
لذلك أقول قد نرى، من الناس ذئابا في ثياب بشر،فلا يهدأ لهم جنب ولا تنام لهم عين إلا إذا باتوا على أذى الخلق، وليس لهم ديدن إلا إصابة الآخرين بالسوء والعياذ بالله.
ومع الأسف، لقد استهان كثيرٌ من الناس إلا من رحم ربي في هذه الأيام بأمانة المجالس وحتى في القروبات، بل إنها قد تكون أصبحت ظاهرة منتشرة لا يكاد يخلو منها مجلس من المجالس، فتجد الشخص يجلس مع الآخر ويتحدث معه بالحديث، وإذا به يقوم بتصويره أو تسجيل كلامه دون علمه أو إذنه، وآخر تكون له محادثة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي “الواتساب” فيصورها او يسجلها وينشرها دون إذن منه وكما يقال المثل يقتل القتيل ويمشي في جنازته ، ومنهم من يكون سبّاقًا في نشر ذلك الحديث وإشاعته، إلى غير ذلك من الصور التي تعتبر من خيانة الأمانة، وعدم حفظ الأسرار وتحدث هنا الفتنة التي لاتحمد عقباها.
فهنا اسأل نفسي.. ماهي دوافع الإنسان لإذاعة أسرار الناس للغير، أخي القارئي شاركني في الرأي، قد تكون للانتقام منه، ولا يعلم لما يُسبِّبه إفشاء سرّه من تعريضه للإهانة له والتنكيل به وما شابه، وقد يكون ناقل السر عنده عقدة نقص لديه، فيريد من إذاعة الأسرار وإعلام الآخرين بأنّ لديه معلومات ومعرفة وإطلاع أكثر من غيره يظنها إكتمال شخصية، وقد يكون بسبب جهله وعدم إدراكه بالمفاسد المترتِّبة على ذلك الإفشاء، وقد يكون بدواعٍ أخرى تنطلق من عدم كمال العقل أو نقصان في الإيمان.
فأقول لناشر السر وناصحاً له ولو أُهملت المبادئ الأخلاقية والاجتماعية، وسُمح للخيانة وفشو الأسرار بالانتشار؛ لزالت المعاني الإنسانية، كالأمانة وكتمان الأسرار، من حياة الناس، وتحولت الحياة الاجتماعية إلى مأساة.
فمن هذا المقال:أقول إن الرجولة اليوم تشكو في ظل هذه الأخلاق العديمة الضمير والمعاملات المهتزة الثقة، وأبعث بنداء استغاثة لعلها تجد آذانًا صاغية من أهلها وأصحابها، فيقيموا معالمها ويعيدوا إليها اعتبارها ومجد اخلاقها.
*همسة*
اذا المرء لم يحفظ سريرة نفسه
فلا تفشين يوما إليه حديثا