بقلم:
عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
سبحان الله فجأة وفي لحظات المرض، يظل الإنسان في حالة مقارنة بين ما كان فيه وما أصبح عليه الآن، نعم والله يعيش في حالة تفكير عميق، بأن الإنسان مافيه غير لسانه ذلك الكائن الذي يتحرك، وفجأةً يمكن أن يتجمد عن الكلام سريعاً، وأن كل ما هو عليه من قوة وبأس وصحة وعنفوان يمكن أن يتبدل في طرفة عين،ماأضعفك يابني أدم… فأقول
الكثير من الناس يُبتلى بالمرض لكنه قد ينسى ما في المرض من مِنحٍ، إذِ المرض في السنة النبوية مِنحة لا مِحنة، فإذا صبر المسلم عليه تُكَفَّر سيئاته، وتزداد حسناته، وتُرفع به درجاته، وذلك عام في الأسقام والأمراض، ومصائب الدنيا وهمومها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما يصيب المسلم من نصب (تعب) ولا وصب (وجع وألم)، ولا همّ ولا حزن، ولا أذى ولا غمّ، حتّى الشّوكة يشاكها، إلّا كفّر الله بها من خطاياه )
فالمرض وإن كان في ظاهره بلاء ومحنة، إلا أنه يحمل في طياته خيراً ومنحة.
وبمنظوري أنا يعلمنا المرض النظر إلى كل شخص وكل شيء بمنظور القيمة لا بمنظور الشكل أو العلاقة الظاهرة، فليس كل إنسان قريب منك في لحظات العافية سيكون كذلك قريب في لحظات المرض،ولكن منهم معك قلباً وقالباً، لهؤلاء يحفظ لهم الجميل من مواقفهم
إذاً هنا ومن باب الجميل، إجعل تركيز تفكيرك على الأشخاص الذين تحبهم وقدم لهم العناية والاهتمام كما اهتموا وسألوا عنك أثناء مرضك أو في محنتك، لأن الإنسان وبطبيعته يرتقي بحياته ويقدم الأجمل عندما يجد شخص يهتم به، فالتركيز على شيء جميل نحبه موجود في حياتنا هو مفتاح لبقاء الأمل داخلنا مشتعلاً بحبهم.
*همسة*
يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه
لا تيأسن فإن الكافي الله
إذا ابتليت فثق بالله وارض به
إن الذي يكشف البلوى هو الله