بقلم: د. علي مرزوق
ذهب شهر رمضان المبارك، وذهبت معه أيامه مباركة، وذكرياته الجميلة، شهر خير وبركات اجتمع فيه الأهل والأحباب، وتنوعت فيه الفعاليات والمبادرات، ومن هذه المبادرات المتميزة في محافظة خميس مشيط إقامة “الملتقى السنوي الثاني الرمضاني لحي قمبر” الذي يعد من أقدم أحياء المحافظة، وأكثرها شهرة، المبادرة جاءت ضمن مبادرات أجاويد التي أطلقتها هيئة تطوير عسير في شهر الخير، وجمعت (4) أركان؛ تمثلت في السفرة الرمضانية، وركن الخط العربي، وركن الطبخ، وركن التراث الشعبي. وجسدت المبادرة روح التعاون والتلاحم بين فريق المبادرة الذي جمع عدد من أهالي الحي واصلوا الليل بالنهار خدمة للأهالي وتفعيلاً لهذا الحدث المميز؛ يمثلهم: حسن سعيد أبو نخاع، وسعيد مبارك القحطاني، وسلطان محمد آل عوض، وخالد عبد الله مرزوق، ويحيى عبد الله مرزوق، وتركي سعيد أبو نخاع، وعبد الله صمان مغيب، وخالد شايع، وسعيد حسين رمزا، عبد الرحمن عبد الله قليص، ومتعب العبيدي، وعبد الرحمن سعيد حسين، وعبد الرحيم عبد الرحمن حبيش، وماجد ظافر قليص، وعبد الله ظافر قليص، ومحمد قبطية.
هذه الأسماء الشابة عملت بإخلاص وصمت بعيداً عن ضجيج الإعلام، وبروح الفريق الواحد مبتعدين عن (الأنا) وحب الذات فكان النجاح حليفهم.
وللوقوف على تفصيلات أكثر عن هذا اللقاء تحدث عدد من أعضاء اللجنة المنظمة للملتقى السنوي الثاني الرمضاني لحي قمبر، بداية ذكر الأستاذ يحيى بن عبد الله المرزوق بأن (حي قمبر) يعد من الأحياء العريقة لمحافظة خميس مشيط التي أولتها حكومة خادم الحرمين الشريفين عناية كبيرة لتصبح بوابة منطقة عسير التجارية، ورابع مدينة تجارية على مستوى المملكة العربية السعودية. مضيفاً بأن الملتقى الرمضاني الذي يجمع ساكنيه في السابق، ومن سكنه لاحقاً يهدف إلى تجديد العهد بأهالي الحي، والتعرف على الأبناء والأحفاد، وإعادة الزمن الجميل، إضافة إلى تفعيل اللحمة والترابط، وزيادة مساحة الألفة والمحبة بين أهالي الحي، ليكون نبراساً نفخر به وتذكره الأجيال جيلاً بعد آخر، مضيفاً بأن هذا الملتقى يعد إمتداداً للملتقى الأول الذي أقيم العام الماضي، وجمع عدد كبير من أبناء الحي، وبحمد الله تحققت الأهداف التي رسمت من أجله، وأنه لمس السعادة الكبيرة تغمر الأهالي وهم يلتقون بآباء وزملاء وأحفاد على سفرة واحدة جمعتهم بكل حب وتقدير وفخر لما وصل إليه أهالي الحي – ذكوراً واناثاً – من وظائف متنوعة ومناصب عاليه أسهمت بتوفيق الله في خدمة وطننا الغالي.
من جانبه ذكر عضو اللجنة المنظمة الأستاذ سلطان محمد آل عوض أن هذا اللقاء يعد الثاني على التوالي الذي جمع أهالي حي قمبر بقسميه (الشرقي، والغربي)، في ليلة منتصف شهر رمضان، تحلقوا حول سفرة رمضانية واحدة جمعتهم بعد أن فرقتهم ظروف الحياة، فتجدد اللقاء، وسافرت الذاكرة لسنوات عدة تزيد على ربع قرن لتستحضر الذكريات والأيام الجميلة التي عاشها أهالي الحي.
بينما ذكر عضو اللجنة المنظمة للملتقى والمشرف على ركن الخط العربي الأستاذ سعيد بن سعد ال خنفور الشهراني بأن الملتقى يعد من الملتقيات المتميزة فهو مُلتقى الأحفاد والأباء والأجداد، مُلتقى المحبة والمودة، مُلتقى الأسرة الواحدة الذي جمعهم الحب والمودة منذ نحو قرن ونصف. ولاجادة الأستاذ سعيد الخط العربي بأنواعة المتعددة فقد قدم وأشرف على “ركن الخط العربي”، كما تشرف بأن تخط أنامله أسماء جميع من حضر في هذه الأمسية الجميلة مستخدماً “الطبشور” على “سبورة” تراثية كانت الوسيلة المفضلة في التعليم والتعلم لفترات طويلة مضت في مدارس الحي التي تعد من أقدم المدارس في محافظة خميس مشيط وتخرج فيها الكثير من أبناء الحي الذين خدموا الوطن في مجالات عدة.
أما المشرف على ركن التراث الشعبي وصاحب متحف خميس مشيط التراثي الأستاذ أحمد الشهراني فقال: “سمعت بهذا الملتقى الرمضاني، ولأنني من سكان حي قمبر رغبت في المشاركة وأن أضيف على الملتقى البعد التراثي الذي يواكب هذا الاجتماع المبارك، وبعد موافقة اللجنة المنظمة شاركت بمجلس تراثي يحتوي على قطع تراثية متنوعة، وسفرة رمضانية مصغرة تحاكي ماكانت عليه سفر الآباء والأجداد في شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى المشاركة بمدفع رمضان الذي كان يستخدم في الإعلان لدخول أذان المغرب ومن ثم الإفطار، وبفضل من الله كان لهذا المجلس التراثي صدى واسع من كبار السن والشباب الذين فضلوا الجلوس فيه من بعد صلاة العصر وحتى انتهاء الفعالية، وبهذه المناسبة أقدم شكري وتقديري للجنة المنظمة ولجميع أهالي قمبر الذين تفاعلوا مع المبادرة، أدام الله علينا نعمة الامن والإيمان”.
وفي الختام أتمنى أن يستمر هذا الملتقى أعواماً عديدة ليستمر الوفاء، والترابط بين أهاليه، راجياً من الله العلي القدير مستقبلاً واعداً لبناء الإنسان والمكان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أمدهما الله بعونه وتوفيقه، وأن يديم على مملكتنا نعمة الأمن والإيمان.
يحيى مرزوق
سلطان عوض
احمد شماشير
سعيد خنفور