المقالات

عمر بن عبدالعزيز الشعشعي يكتب ( عُذْرًا يَاعِيدُ)

عدد المشاهدات 3344

يَا عِيدُ هَلْ عُدْتَ بَعْدَ الْعَامِ تَعْرِفُنِي
أَمْ أَنَّ جُرْحًا طَغَى وَالآنَ تُنْكِرُنِي

حَلْوَاكَ يَاعِيدُ لَمْ أَطْعَمْ بِنَكْهَتِهَا
وَلَا التَّهَانِي بِصُبْحِ الْعِيْدِ تَبْهِرُنِي

الْقُدُسُ مَاتَتْ وَلَمْ نَحْضُرْ جَنَازَتَهَا
وَلَمْ أَعُدْ أَسْمَعُ الأَنْبَاءَ تُخْبِرُنِي

وَالشَّامُ يَاعِيدُ فِي سَاحَاتِهِ نَهَرٌ
دِمَاءُ طُهْرٍ عَلَى الأَشْلَاءِ تَبْتِرُني

وَأَرْضُ بَلْقِيْسَ حَمْرَاءٌ لَنَاصُبِغَتْ
جِنَانُهَا الْخُضْرُ بِالأجْدَاثِ تُنْذِرني

يَاعِيْدُ عُذْرًا فَلَمْ أَفرحْ بِمَن فَرِحَوا
وَدِجْلَةٌ نَهْرُهَا يَبْكِي وَ يَأْسِرُنِي

يَاعِيْدُ مَاعُدْتَ إِلَّا حِيْنَمَا حَسَبُوا
لَنَا التَّوَارِيْخَ وَالآلامُ تَعْصِرُنِي

الشَرُ قد بَاتَ فِيْ بَغْدَادَ مَرْقَصُهُ
كَأنَّ هَارُوْن بَعْدَالْعِزِّ يَنْعِرُنِي

كُلُّ التَّهَانِي بِصُبْحِ الْعِيْدِ لِي كَمَدٌ
نَوحُ الثَّكَالَى بِذَاكَ الْحَيِّ يَعْقِرُني

ذَاكَ الَّذِي كَانَ قَبْلَ الْعِيدِ يُضْحِكُنَا
فِي الْعِيْدِ يَاسَيِّدِي ذِكْرَاهُ تَهْجِرُنِي

بِمَا نهَنِّئُ والأطفَالَ قد فَقَدّوا
أُنسٍّا لهمْ دمعُهم بالفَيضِ يَكْسِّرُنِي

يَاعِيْدُ عُذْرًا فَلَيِسَ الآنَ لِي عِيدٌ
والْحُزْنُ يَاعِيدُ بِالأَيْتَامِ يُمْطِرُنِي

يَاعِيْدُ عُذْرًا فَهَذَا الْوَرْدُ يَجْرَحُنِي
سُقْيَاهُ بِالدَّمِ مِنْ طِفْلٍ يُحَاصِرُنِي

فِي الْعِيْدِ قَدْ لَبَسُوا أَفْرَاحَنَا كَفَنًا
وَجَمَّلُوا النَّعْشَ والألْغَامُ تَنْثِرُنِي

عمر بن عبدالعزيز الشعشعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com