عمر بن عبدالعزيز الشعشعي يكتب ( عُذْرًا يَاعِيدُ)
يَا عِيدُ هَلْ عُدْتَ بَعْدَ الْعَامِ تَعْرِفُنِي
أَمْ أَنَّ جُرْحًا طَغَى وَالآنَ تُنْكِرُنِي
حَلْوَاكَ يَاعِيدُ لَمْ أَطْعَمْ بِنَكْهَتِهَا
وَلَا التَّهَانِي بِصُبْحِ الْعِيْدِ تَبْهِرُنِي
الْقُدُسُ مَاتَتْ وَلَمْ نَحْضُرْ جَنَازَتَهَا
وَلَمْ أَعُدْ أَسْمَعُ الأَنْبَاءَ تُخْبِرُنِي
وَالشَّامُ يَاعِيدُ فِي سَاحَاتِهِ نَهَرٌ
دِمَاءُ طُهْرٍ عَلَى الأَشْلَاءِ تَبْتِرُني
وَأَرْضُ بَلْقِيْسَ حَمْرَاءٌ لَنَاصُبِغَتْ
جِنَانُهَا الْخُضْرُ بِالأجْدَاثِ تُنْذِرني
يَاعِيْدُ عُذْرًا فَلَمْ أَفرحْ بِمَن فَرِحَوا
وَدِجْلَةٌ نَهْرُهَا يَبْكِي وَ يَأْسِرُنِي
يَاعِيْدُ مَاعُدْتَ إِلَّا حِيْنَمَا حَسَبُوا
لَنَا التَّوَارِيْخَ وَالآلامُ تَعْصِرُنِي
الشَرُ قد بَاتَ فِيْ بَغْدَادَ مَرْقَصُهُ
كَأنَّ هَارُوْن بَعْدَالْعِزِّ يَنْعِرُنِي
كُلُّ التَّهَانِي بِصُبْحِ الْعِيْدِ لِي كَمَدٌ
نَوحُ الثَّكَالَى بِذَاكَ الْحَيِّ يَعْقِرُني
ذَاكَ الَّذِي كَانَ قَبْلَ الْعِيدِ يُضْحِكُنَا
فِي الْعِيْدِ يَاسَيِّدِي ذِكْرَاهُ تَهْجِرُنِي
بِمَا نهَنِّئُ والأطفَالَ قد فَقَدّوا
أُنسٍّا لهمْ دمعُهم بالفَيضِ يَكْسِّرُنِي
يَاعِيْدُ عُذْرًا فَلَيِسَ الآنَ لِي عِيدٌ
والْحُزْنُ يَاعِيدُ بِالأَيْتَامِ يُمْطِرُنِي
يَاعِيْدُ عُذْرًا فَهَذَا الْوَرْدُ يَجْرَحُنِي
سُقْيَاهُ بِالدَّمِ مِنْ طِفْلٍ يُحَاصِرُنِي
فِي الْعِيْدِ قَدْ لَبَسُوا أَفْرَاحَنَا كَفَنًا
وَجَمَّلُوا النَّعْشَ والألْغَامُ تَنْثِرُنِي
عمر بن عبدالعزيز الشعشعي