الكاتب : ناصر الأنصاري – الهند
قول “من جد وجد” هو من أقوال الحكمة الشعبية التي تعكس فكرة أساسية ومهمة في حياتنا. يُعبر هذا القول عن الفكرة البسيطة بأن من يبحث ويسعى جاهدًا لتحقيق هدف ما، فإنه سيجد الطريق لتحقيقه. هذا القول يحثّنا على الاستمرار في الجهود والعمل الدؤوب حتى نصل إلى ما نريد بالفعل، وأن العزيمة والإصرار هما المفتاحان للوصول إلى النجاح.
في حياتنا اليومية، نواجه الكثير من التحديات والعقبات التي قد تجعلنا نشعر بالإحباط واليأس أحيانًا. لكن إذا تمسكنا بفكرة “من جد وجد”، فإننا سنجد الحافز الداخلي للاستمرار والمضي قدمًا رغم الصعاب. إنها فلسفة تذكرنا بأن النجاح ليس حكرًا على الأشخاص الموهوبين فحسب، بل يمكن لأي شخص عزيز على نفسه وعامل نفسه بالجد والاجتهاد أن يحقق أهدافه ويحقق النجاح في حياته.
من الطبيعي أن نواجه الفشل والتراجع في بعض الأحيان، ولكن يجب أن نتذكر أن الفشل ليس نهاية المطاف، بل هو فرصة للتعلم والتحسن. الناجحون هم الذين يستخدمون الفشل كدافع للتحسن والتطور، ولا يستسلمون أبدًا أمام التحديات حيث يمكن أن نجده في حياة العديد من الشخصيات التاريخية والناجحة. اعتبر توماس إديسون، مخترع المصباح الكهربائي، أن مفتاح النجاح هو الإصرار والتجربة المتواصلة. يقال إنه أجرى آلاف التجارب قبل أن يعثر على تصميم يعمل للمصباح. هذه هي المثالية الحية لمفهوم “من جد وجد” حيث كان الاجتهاد والتحصيل هما سبيله إلى النجاح.
كما أن هذا القول يطرح أيضًا فكرة الاستفادة من الفرص المتاحة. إنه يذكرنا بأن النجاح لا يأتي من العدم، بل يتطلب البحث والتحري واستغلال الفرص المتاحة. يُعَدُّ الجد والاجتهاد أداة ضرورية للاكتشاف والتطوير الشخصي، وهو ما يمكّن الفرد من النمو والتحسين المستمر.
فإن قول “من جد وجد” يعتبر تذكيرًا مهمًا لنا بأننا قادرون على تحقيق أحلامنا وأهدافنا إذا كنا صادقين مع أنفسنا وعملنا بجدية واجتهاد. لا شك أن الطريق قد يكون صعبًا ومليئًا بالتحديات، ولكن إذا استمررنا في التعلم والنمو والتطور، فسنكتشف أن النجاح سيكون في متناولنا ونستحقه بجدارة. “من جد وجد” هو شعار للتفاؤل والإيمان بقدراتنا، وهو يُحفّزنا لنكن أكثر إصرارًا وتحملاً في مواجهة التحديات والسعي نحو تحقيق أهدافنا.