بطلقة قاتلة: عريس معان انهى حياته صديق عمره
عبدالله الحكمي – عمان
حمزة سلطان الفناطسة شاب اردني يعمل في الامن العام عمره 23 عاما .
خلال مراسم فرحه وكان اقاربه واصدقائه يحتفلون به ، فيما يسمى ( ” حمام العريس ” وهذه عادة لدى بعض العشائر العربية قبيل الزواج ولها مسميات اخرى ) ،
فبينما الاحباب والاصدقاء مبتهجين ويحتفلون بالعريس ، كان هناك اطلاق للنار في الهواء ابتهاجا بالعريس ،
ولكن لا حمزة ولا المعازيم والاهل والاصدقاء لم يكونوا يعلمون ان هذه الفرحة والضحكات والرقصات هي الأخيرة لحمزة في حياته،
رصاصة طائشة لا تعرف وجهتها جاءت من بندقية فرح اتجهت الى العريس اخترقت قلبه فانهت الفرحة وانهت العرس وانهت الفرح كله ، خلال ثواني قلبت السعادة وبدلت المكان والاجواء والكلمات وبذلت الضحكات فانقلب الفرح الى بكاء والم وحزن،
صديق عمره هو صاحب الرصاصة القاتلة، رصاصة مبدلة الفرح الى ترح . صديق العمر هو الذي كان يريد يبتهج كما فعل في زواجه قبل شهرين ولكن قبل شهرين كانت الامور سلامات اما هنا فكانت الاصابة مصيبة والطلقة بدلت حياة الاردن كله الى حزن ابكت الاردنيين وكل من تعاطف معهم من اشقائهم في الوطن العربي ،
قبيل تلك الرصاصة القاتلة ( التي لا يتحمل وزرها الصديق الروح بالروح “بدر زيد العقايلة” تلك الرصاصة الذي اطلقها لوحده بل يشاركه الذنب كل من سن هذه العادة القاتلة وكل من يقوم بها ليس في الاردن بل في كل الاوطان العربية كل من يقوم بمثل هذا الفعل او قام به سابقا هم شركاء في قتل حمزة ).
قبيل تلك الطلقة القاتلة كان حمزة فرحته كبيرة وغير عادية كما يصفها اصدقائه ولم يكونوا يعلمون انها آخر ساعات الوداع ، … بعد الوداع المبكي الخزين اصدرت عشيرة الفناطسة وثيقة تمنع اطلاق النار في الحفلات ، ولكن فات الاوان ولعل ذلك يكون مستقبلا .
حمزة سلطان الفناطسة توفي إثر إصابته بعيار ناري طائش، خلال احتفالية “حمام العريس” التقليدية في الاردن.
وطبقًا لما يقوله أقاربه؛ فإن الشاب، وهو أحد أفراد الأمن الأردني، كان وحيد والديه.
تحول الفرح وحفل الزفاف إلى مأتم؛ إثر وفاة العريس بتلك الرصاصة الضالة.
وفي نفس السياق وفي لفتة إنسانية من الشباب الأردني بعد مقتل حمزة وفي جو إنساني من التضامن الاجتماعي والتكافل، والأخلاق التي يتميز بها المجتمع الأردني قرر عدد من الشباب من مدينة معان، موقع الحادث تأجيل حفلات زفافهم؛ تعبيرًا عن حزنهم على المصاب الجلل الذي أصاب مدينة معان، بعدما توفي حمزة، فبعد ان شيع الآلاف من أبناء محافظة معان، حمزة الفناطسة، القتيل يوم زفافه بإصابته بالعيار الناري، كتب شبان على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي معبّرين عن احترامهم لمشاعر أهل معان، ومعلنين تأجيل أفراحهم التي كانت مقررة في أوقات قريبة.
وفي تطورات القضية الحزينة التي هزت محافظة معان جنوب الاردن قبل يومين وأدت إلى مقتل العريس حمزة الفناطسة عبر رصاصة خطفت حياته وحولت فرحه مأتماً، أصدر القضاء تهمة القتل “القصد” بحق المتهم.
فيما اعترف المتهم بدر زيد العقايلة، الذي أوقف في حينه، أمام مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى بذنبه.وهو الصديق الغالي والعزيز العريس
أكد الشاب العقايلة ” هو ايضا للتو متزوج قبل شهرين فقط” اكد أنه نادم على إطلاق الرصاص دون داع، إلا أنه شدد على أنه أراد الابتهاج “بصديقه “. وشدد على أن الراحل كان صديقه الروح بالروح.
لكن هذا “الابتهاج” تم بطريقة خاطئة بشعة وأدى إلى وفاة العريس.
تحقيقات النيابة العامة في تلك القضية التي تركت ظلالها الحزينة على المجتمع الأردني برمته، بينت أن المتهم لم يراع الخطورة الجرمية لأفعاله، واستخدم سلاحا ناريا قاتلاً، ما شكل خطرا على السلامة العامة، وذلك انسياقا وراء عادات سلبية يسعى القانون لوأدها منذ سنوات طويلة لتسببها بإزهاق أرواح أبرياء.
كما أشارت إلى أن المتهم قبل بنتيجة المخاطرة حين أطلق الرصاص في أماكن مكتظة بالناس، مع علمه باحتمال إصابة أحد ما.
العريس حمزة القتيل حزن الأردنيون وكل من قرأ القصة لمقتله فقد كان يستعد لساعات زفافه والانتقال إلى بيت الزوجية، قبل أن يصاب برصاصة قاتلة أنهت حياته وقلبت فرح ذويه إلى عزاء في ثوان معدودة.
فيما استبدلت عروسه ثوب الزفاف الأبيض بآخر أسود موشح بالدموع.
ومن جانبها مديرية الأمن العام تنعي “الفناطسة” وتحزن وتتألم مع الشعب ،
فقد أصدرت مديرية الأمن العام، نعيًا خاصًّا، في وقت متأخر امس الاول لحمزة سلطان الفناطسة، تحت عنوان: “بأي ذنب قتلوا عريسنا”. وجاء النعي بلغة حزينة جدًّا، وتساءل الأمن العام في نعيه: “سيقولون ما بال الأمن العام يكتب بهذه اللهجة؟ وينعي بهذه الحدة؟ أوَليس الأمن العام مؤسسة أمنية رسمية؟.. فتأتي الإجابة من عندنا: ولم لا نفعل؟ أوَلسنا منكم وأنتم منا؟ أوَلسنا جزءًا من المجتمع نألم لألمه، ونحزن لحزنه، ونغضب لغضبه؟ نعم، نحن مديرية الأمن العام نغضب، وسنغضب حتى نأخذ حق عريسنا، ولكن سنفعل ذلك في إطار القانون”.
قتلنا “الفناطسة” بجهلنا
وقال: “نعم هو من نتحدث عنه، عريس معان حمزة الفناطسة، رحمه الله، هو من قَتَلناه بطيشنا وجهلنا وتعصبنا لعادات لم تكن يومًا من عاداتنا؛ لكننا كذبنا وصدقنا كذبتنا بأن عشائرنا القديمة والأصيلة والعرب العاربة والمستعربة والبائدة، كانوا يطلقون النار في أفراحهم، ولشدة كذبنا قلنا إن هذه العادة من صميم عروبتنا”.
كل مَن أطلق النار بفرح ينشر عادة قاتلة
وأضاف: “ما أكبر جهلنا وما أكثر حزننا وما أشد مصابنا.. أتظنون أن من قتل حمزة هو من أطلق النار اليوم فقط؟ إنما هو كل من أطلق النار بفرح أو مناسبة مدعيًا أنها رجولة أو مظهر من مظاهر الفرح، ليساعد بفعله على انتشار هذه العادة القاتلة فيكون شريكًا في دم حمزة الفناطسة، إننا اليوم ننعي حمزة الفناطسة عريس معان وعريسنا، كما ننعي كل الأبرياء ممن سبقوه ونسأل: بأي ذنب قتلوه؟ وبأي ذنب أطلقوا رصاصة صوبه فأدمت قلوبنا قبل أن تقتله؟ وهو من اغتسل وتطيب ليلقى وجه ربه في يوم عرسه”.