اندكَ جبلُ المجاردة الشامخَ
الحمدلله الذي بنعمته تتمّ الصالحاتُ والصلاةِ والسلامِ على سيدنا وحبيبنا ونبينا ونورنا وقدوتنا وإمامنا وشفيعنا يومَ القيامةِ محمدْ – صلى اللهُ عليهِ وسلمَ – . . . رحلَ الشيخُ عاطفْ بنْ شاكرٍ الراجحي الشهريَ عنْ دنياناالفانية صبيحةَ يومِ السبتِ الموافقِ 1445 / 5 / 4 رحمهُ اللهُ رحمةً واسعةً وأسكنهُ فسيحٌ جناتهِ . . . جبلٌ راسي ووتدٍ منْ أوتادِ جبالِ تهامة منْ الذي لا يعرفُ هذا الجبلِ أطولَ جبالِ تهامة علوا وشموخا وهيبة ذلكَ فضلَ اللهُ وسمعة جارفة لهذا الشيخِ الذي عرفَ عنهُ بكرمهِ وتواضعهِ وتعاملهِ معَ منْ يعرفهُ ومنْ لا يعرفهُ . . . ذلكَ الجبلِ الشامخِ الشاهقِ ببساطتهِ وتواضعهِ وبعلوٍ كرمهُ الطاغي ذلكَ فضلَ اللهُ الذي أعطاهُ حتى يكونَ معروفا للقاصي والداني . . .
كَم كُنْت عَظِيمًا لَيْسَ بِأَنْ تُحِيطَ نَفْسَكَ بِمَجْمُوعَةٍ مِنْ اَلنَّاسِ كَمَا يَفْعَلُ اَلْمَحْرُومُ مِنْ هَذِهِ اَلنِّعْمَةِ اَلَّتِي وَهَبَهَا اَللَّهُ لَكَ . . . بَلْ كُنْت مَقْبُولاً بَيْنَ اَلنَّاسِ بِتَوَاضُعِكَ وَكَرَمكَ وَأَخْلَاقِكَ وَاحْتِرَامِكَ وَصِفَاتِكَ اَلَّتِي وَهَبَهَا اَللَّهُ لَكَ
ذلَكَ فَضَّلَ اَللَّهُ يُؤْتِيهُ مَنْ يَشَاءُ ? وَاَللَّهُ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ . . . فَأَنْتَ لَمْ تَكُنْ مُتَصَنِّعًا أَوْ مَهَايْطِي كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ اَلْمُهَمَّشِينَ مِنْ اَلشُّيُوخِ فَهْمَ أَحْيَاءٍ لَكِنَّهُمْ بَيَّنَ اَلنَّاسُ أَمْوَاتٌ لَيْسَ لَهُمْ ذِكْرُ حَسَنْ يَذْكُرُونَ به.. فَالْقَبُولُ اَلَّذِي أَعْطَاكَ اَللَّهُ جَعْلَكَ بَيْنَ اَلنَّاسِ حَيًّا وَإِنْ كُنْت تَحْتَ اَلْأَرْضِ مَدْفُونُ . . .
لا أعتقدُ أنَ هناكَ أحدا يصلُ إلى ما وصلت إليهِ ، فأنتَ الشيخُ الذي عربتْ لنا معنى الشيخةِ . فالشيخةُ والمشيخةُ هيَ التي تشرفتْ بكَ فأنتَ عشتَ عظيما يندرُ وجودهُ ، لا أعتقدُ أنَ نرى منْ يشبهكَ . في صفاتكَ التي لنْ نجدها ولنْ تتكررَ أبدا … أذكر من لطافته معي أخذ بيدي وقال لي لماذا عندما أقابلك أقول هلا أبويه قلت له والله لا أعلم… فقال يعجبني ردك… أبوك وأبي في الجنة برحمة الله
أذكر كنا في استراحة أبو حسن سراح الشهري فقلت له ياشيخ فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله صلى الله عليه وسلم…الحلم والأناة…
نعزي أهلهُ وذويهِ ومحبيهِ وأصحابهُ وجيرانهُ ونعزي أنفسنا والعزاءِ الحقيقيِ لمحافظةِ المجاردة فهيَ التي تفتقدهُ وتفتقدُ هيبتها ونورها البراقُ رحمكَ اللهُ رحمةً واسعةً وأسكنكَ فسيحٌ جناتهِ . . . يقولَ حبيبٌ قلبيٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أشدُ الناسِ بلاءَ الأنبياءِ ، ثمَ الأمثلِ فالأمثل وفي روايةٍ : ثمَ الصالحونَ ، ثمَ الأمثلِ فالأمثل يبتلى المرءُ على قدرِ دينهِ ، فإنَ كانَ في دينهِ صلابةً شددَ عليهِ في البلاءِ . . . أسأل اللهَ العظيمَ أنْ يجعلَ ما أصابكَ كفارةً لكَ وتمحيصٍ منْ الذنوبِ والخطايا . . . وداعا جبلَ مجاردةِ الشامخ..
محمد سليمان إدريس