افتتاح معرض الكتاب الأول في جامعة ابن زهر:
الدولة بيروكي
أسبوع ثقافي لعرض حصيلة أربعة عقود من التأليف والنشر هكذا ابتدأ نشاط كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر في معرضها الأول للكتاب في شعبة اللغة العربية ، بفضاء الإنسانيات ،قاعة المعارض ، حضر الافتتاح عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور محمد الناجي بن عمر وحشد من الأساتذة والإداريين والطلاب و الباحثين وجمع من الزوار.
أزيد من مائتي كتاب نشرت على مدى أربعين سنة لأساتذة باحثين تعاقبوا على التدريس والإقراء في شعبة اللغة العربية وآدابها منذ تأسيسها 1984 . وتأتي مشاركة الجامعة استكمالا لتوجهها المستمر والدائم في الفعاليات والأنشطة العلمية والبحثية والمعرفية بهدف مد جسور التعاون بين الكلية والمحيط، وقالت الدكتورة رابعة السوساني :”هذا المعرض هو رأسمال ثقافي للشعبة إذ يؤرخ لما انجزه السادة الاساتذة منذ افتتاح الشعبة 1984 ،لاندعي أننا جمعنا كل ما ألف في هذه الفترة لكن حصيلة ما وفقنا لجمعه، يضم المعرض اساتذة قضو نحبهم وأساتذة غادروا إلى مؤسسات جامعية اخرى وأساتذة مزاولين لأعمالهم بهذه الكلية العتيدة، والمعرض يضم تخصصات مختلفة وحقول معرفية متباينة حيث تخصص كل أستاذ وما ينصب حوله ،كما تضم إبداعاتهم الشعرية والنثرية والهدف من المعرض أولا تعريف الطلبة على ما ألف أساتذتهم من جهة ولقائهم بالسادة الأساتذة من جهة ثانية وانفتاح الكلية على المحيط الخارجي والتأريخ لوجه مشرق من أوجه هذه الشعبة “.
آراء بعض أساتذة شعبة اللغة العربية:
وأوضح الأستاذ مصطفى الماموني علوي رئيس شعبة اللغة العربية : أن هذا المعرض يعتبر فريد بحد ذاته ، كونه يعتبر كذلك إمتداد لحركة التأليف الذي عرفتها شعبة اللغة العربية ، مثيرا الى أن المشاركة في المعرض تناسب جميع شرائح الطلاب من باحثين وطلبة وعلميين ويهدف إلى عمل حراك ثقافي بالجامعة.
وقال رشيد الكناني أستاذ النقد القديم في شعبة اللغة العربية : الذي أثنى على اللجنة المنظمة لتنظيم هذا المعرض واعتباره:”توثيق لدائرة الشعبة وأساتذة ووصف الفكرة بالطيبة أنها تصل رحم العلم بين الأساتذة وبين الطلبة والباحثين وتدرس وجها مشرقا للبحث العلمي الذي تدل عليه العناوين والمؤلفات والكتب المطبوعة، وأضاف ايضا :”وهي تمتد على مساحة شاسعة من الثقافة العربية حديثا وأدب ولغة وتاريخا وان كتب الأساتذة قد وصلت الى الثقافة العربية من داخل المملكة ومن خارج المملكة ،وأكد أن هذا الركب يجب أن يستمر فبعد أربعين سنة من التراكم العلمي والتفكير فيه وبعد أربعة عقود ليؤكد رمزية النضج التي عملت من أجلها شعبة اللغة العربية”.فيما أوضح أن الأمر لم يتأخر وإنما هذه الأربعين سنة على تأسيس اللغة العربية فقد أصبحت موثقا لمن أراد أن يبحث في تجربة الشعبة وجميع الأساتذة الذين تعاقبوا من الطلبة الباحثين”.
فيما قال الأستاذ مبارك أزارا :”تنظيم معرض من هذا النوع هو مسألة إيجابية فبعد حوالي 40 سنة ولكنه ابتدأ بالرغم من تأخره هكذا وصف الاستاذ أزارا، وقال ايضا:” أن عملية نشر كتب قد ازدهرت فمع مرور أربعين سنة”، وأضاف أن سبب تاخره في أن هذه المؤسسة ليست عريقة جدا رغم كونه هذه الكتب المنشورة يعطي على أنها “مؤسسة عتيقة من ناحية النوعية وليس الزمنية” ، وقال :”أن وتيرة النشر تتضاعف سنة بعد سنة وهذه مسألة إيجابية وأن ما هو معروض حاليا ما إستطعت اللجنة المنظمة من الحصول عليه وهناك منشورات أخرى يا إما إنقرضت في الأسواق أو أصحاب هذه المؤلفات تحفظوا عليها وما نشاهده هو 90 في المائة مانشر في 40 سنة”.
ارتسامات بعض الطلبة:
مريم بماري باحثة بسلك الماستر آداب بالجنوب المغربي بشعبة اللغة العربية أبدت سعادتها بالإهتمام الكبير بالكتاب الورقي وقد قالت:” من خلال كتاب الارتسامات وجدنا أنا أغلب زوار هذا المعرض من شعب مختلفة كعلم الإجتماع والشعبة الفرنسية والتاريخ…بالإضافة الى طلبة من كليات اخرى ، ككلية العلوم وكلية الاقتصاد والقانون وهذا دليل على حد قولها على أن الطلبة يهتمون بالكتاب الورقي الذي يعد مرجعا مهما في مسيرتهم الدراسية”.
كما أكد الطالب عبد الرحيم اصبان أن هذا المعرض يعكس مبادرة جميلة عرفنا من خلالها على كتب الأساتذة الفضلاء واضافة الى الثروة المعرفية وقد عرف هذا المعرض إقبال مكثف على حد وصفه ونرجوا أن تقوم الكلية بمثل هكذا المعارض بصفة دورية ، وفي جوابه عن سؤال هل تأخرت الكلية في إعداد هذا المعرض؟ أجاب: “أنا طالب في الصف الثالث هذه تعتبر ثروة وهذه مبادرة نفتخر بها بالنسبة لي لم تتأخر الكلية لأننا وجدنا هذا المورد “.
وأكدت فوزية اتكاثات على أنها اكتسبت من خلال هذا المعرض فرصة للمعرفة وأبدت انبهارها بالمعرض وأكدت على أن الكلية تتطور بشكل ملموس وهذا شيء إيجابي.
وكان المعرض قد نظم يوم الأربعاء 29 نونبر 2023 ندوة على هامش المعرض ، سيرها الأستاذ أحمد الشايب ، بحضور كل من الأساتذة عز الدين بونيت الذي القى فيها واقع الكتاب والأدب والقراءة في ضوء مفهوم الصناعات الثقافية و الأستاذة رابعة السوساني وقراءة لحصيلة المعرض ، و الأستاذ حسن الطالب واقع الكتاب في ضوء المتغيرات الرقمية، ثم الأستاذ مصطفى الماموني علوي التي قدم فيها كتاب أفانين في اللغة والأدب والثقافة وهي أعمال مهداة للأستاذ الدكتور صالح أزوكاي.
ويأتي هذا المعرض كجزء من سعي شعبة اللغة العربية خصوصا والجامعة عموم لوضع الكتاب في متناول الطلاب والكادر الأكاديمي والإداري حتى تكون المطالعة جزءا لا يتجزأ من السلوك الفردي والحياة اليومية ، ولفتح آفاق للتقدم وبناء القدرات الذاتية ، وقد شهد هذا المعرض إقبالا كبيرا من ناحية الزوار ومن مختلف كليات ابن زهر في أكادير ومن جامعة القاضي عياض بمراكش ، ويعد فرصة نادرة للقاءات الثقافية وتبادل الأفكار التي دأبت عليها جامعة ابن زهر مكرسة موقعها باعتبارها بوتقة فعالة للتلاقح الثقافي بين الجنوب والشمال بإمتياز ونقلة نوعية في مجال انفتاحها محليا ودوليا على المعارض والندوات والفعاليات أيضا.