آسيا جبار:”مناضلة في الكتابة “ومناضلة على الساحة”
المغرب: الدولة بيروكي
.
شكلت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار،نقلة نوعية إبداعية مهمة في الكتابة النسوية بالمجتمع العربي،جمعت بين الوظيفة التعبيرية واللغة الأنثوية ،وإستطاعت أن تنتقل بالإبداع النسائي إلى مجاراة الأخرإبداعيا،وأن تعبر بالمرأة كل مظاهر العزلة والخوف والإستعمار الذي عايشته إبان الإحتلال الفرنسي للجزائر.
عرفت بآسيا جبار لأن الإحتلال الفرنسي قد وضعها على قائمة المطلوبين للإحتلال ،لكن الإسم الحقيقي لها هو فاطمة زهراء إيمالانين،من مواليد سنة 1936 بشرشال،نجحت آسيا جبار في الكتابة النسائية ،فنشرت أولى روايتها بعنوان “العطش”سنة 1957.
أعتبرت كتاباتها بمثابة خطاب تجديدي للمرأة عن الأخر الرجل وعن المجتمع العادات والتقاليد،حيث واجهت به السلطوية الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية،وقاومت به سلطة الإستعمار المتمثلة بالقمع والإحتلال.
فتابعت دراستها بفرنسا،وشاركت بإضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة ضد المستعمر،وأنتسبت للأكاديمية الفرنسية للتعليم وهي أول إمرأة جزائرية تدخل الأكاديمية وهي أيضا المرأة العربية الأولى التي حازت على جائزة السلام من جمعية النازحين وأصحاب المكتبات الألمانية لسنة 2002.
عالجت آسيا جبار قضية المرأة عبر رواياتها،وطرحتها بشدة بعد نيل الإستقلال،فمعركة التحرير ثم رهان بناء الذات،ففي مقابل رسم صورة المرأة “الضعيفة”و”المقهورة”داخل كتابات الرجل ،إنتقلت أسيا جبار بالكتابة النسائية عن المرأة بإعتبارها نموذجا في المجتمع يقود نحو التقدم والحرية ،فشكلت بذلك ثورة أدبية إبداعية صنعت الفارق بين كتابة المرأة وكتابة الرجل.
من أهم أعمالها الروائية رواية “العطش”،بالإضافة لرواية “الذين نفذ صبرهم”،ورواية “وهران..لغة ميتة”،وبعد الإستقلال قدمت روايات عدة وطنية تدعو فيها للتحرر والإنفتاح،كرواية “أطفال العام الجديد”ورواية “أحمر لون الفجر”،كما أغنت الساحة الأدبية والفنية بأعمال تنوعت بين المسرح والسينما.
آسيا جبار إذن وإن كتبت بإختصار ،في هذه الأسطر فإن التاريخ قد كتبها بكل تقدير وإعتزاز ،لما ودعته تجربتها الكتابية في الإبداع النسائي،من قلم إستثنائي غاص بكل مواضيع الحياة الإجتماعية والسياسية والعاطفية ،وثار على الأدب مثل ما ثار على الحياة التي لم تنصفها،وعلى المجتمع والماضي والحاضر معا ،وعلى الوجود بأن تكون المرأة الكاتبة الأولى عن الحرية بكل تفاصيلها الصغيرة.