المقالات

العيد صناعة فرح؟!!.

عدد المشاهدات 2344

أكدت دراسة نفسية حديثة أن استثمار الفرص في إسعاد الآخرين، وصناعة المواقف الجميلة لها مردوداً وفيراً في جانب تحفيز الآخرين وزيادة الإنتاجية، كما أنها تؤثر على الصحة النفسية والانطباع العام ليستمر مفعوله الإيجابي على حياتنا، ويعطي ثماراً إيجابية كبيرة تسهم سريعاً في الخروج من الروتين وبرودة المشاعر تجاه بعضنا..
ليس في نيتي أن أعكر الفرحة على أحد، فقناعتي أن طبيعة مجتمعنا لا تتقبل حديث المصارحة بروح رياضية ومتسامحة، فرغم تظاهرنا بالتدين والذي من سماته صلة الأرحام والأقارب، إلاّ أن الأغلبية الساحقة منا باتت تنفر من إقامة علاقات اجتماعية مع أقرب الناس فضلاً عن الآخرين.

ليس هناك من يختلف بأن المعايدات بالرسائل الإلكترونية باتت أكبر مهدّد لما درج عليه جيل الآباء والأجداد من صلات التلاحم والتراحم، وهي أشدّ خطراً على الجيل القادم بعدم زرع أهمية الترابط بين أفراد الأسرة داخل أنفسهم. ورغم ادعائنا بأننا كائنات مدنية ولا حياة للفرد إلا بالآخر إلا أنّ الواقع يدحض هذا تماماً..
أليس مخجلاً أن يكتفي الأغلبية بتبادل التهاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالواتس أب وغيرها؟
من المؤسف أن المعايدات أصبحت باردة لا روح فيها على عكس ما كان يحفل به الزمن القديم من نكهة وطعم لا يبارح الذاكرة.

أيعقل أن زوجاً يرسل لزوجته، “رسالة واتس أب” كل عام وأنتِ بخير” وبينهما أمتار بل ربما كان معها في غرفة النوم، رسالة معايدة باردة خالية من المشاعر والأحاسيس الجميلة تجاه بعضهما..
العيد والفرحة أجمل عندما نتشاركها مع الآخرين وعظمة الإنسان تقاس بقدرته على العطاء ولا معنى للفرح إلاّ بكونه عطاءً بلا حدود، وهذا ما يجب أن يتجلّى ليس في العيد فحسب بل طوال أيام العام. إنّ العظماء من الناس هم من يجدون المتعة في تقاسم الفرح مع البسطاء من الناس وبلا مقابل.

إنّ أجمل قيمة للعيد هي صناعة الفرح، والفرح ليس كلمات ندبجها ولا هو جملاً إنشائية نسطرها ولا هو طقوساً وابتسامات شمعية نرسمها على الشفاه سرعان ما تتلاشى، لكن الفرح ببساطة يعني أن نقسم الرغيف إلى نصفين نصفه الأول لغيرنا ونصفه الثاني لنا..
العيد الحقيقي هو أن تستشعر اغتنام المناسبات الفردية والعائلية والاجتماعية، للاحتفال بها
وإيجاد نماذج للفرح فيها، بأي وقت من السنة دون أن نبالغ لتصبح في إطار البدع، وإن صنفناها من ضمن العادات المحببة بمشاعر صادقة.

*ترويقة:*
طبيعة الحياة المعاصرة أصبحت فيها الكثير من التعقيدات والانشغالات، وطبيعة النفس البشرية بحاجة إلى التغيير والتجديد، لهذا جاء يوم العيد ليدعوا إلى السرور والفرح، ونسيان الكثير من المواقف والظواهر والمشاعر السلبية، والتغاضي عن ما يعكر صفو حياتنا..
فالعيد جاء محاولاً أن يجاري فيضانات الأحزان، ويذيب بعض شحومها المتراكمة طبقاً عن طبق .!

*ومضة:*
باختصار العيد هو ممارسة إيجابية بحسن استثمار الفرص، والاستمتاع باللحظات الجميلة وشكر الأشياء البسيطة في حياتنا.

*رابط:*
https://twitter.com/alremi_saleh1/status/1008228894502277125?s=09

✒️ صَالِح الرِّيمِي

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com