لا يستغني الناس عن مشاركة بعضهم في أمور الحياة فهي لا تصفوا لأحد فلا بد من الهموم والمصائب فهي دار الفناء والبلاء.
سوف نذكر قصة واقعية بين كفتي مواقف حرجة وحفظ المعروف.
بعد منتصف الليل كان رجلا عائدا إلى منزله أثناء الطريق تعطلت به السيارة
احتاج لمساعدة من الآخرين فتصل بكل الأقارب والمعارف لا حياة لمن تنادي جميعهم في سبات النوم، مرت عليه لحظات مريرة فقرر بطلب مساعدة من السيارات المارة، وفعلا تحقق ما يرجو توقفت عنده سيارة فيها شاب مبتسم محياه شعر الرجل بالا طميئنان والسكينة، وبكل صدر رحب قدم الشاب المساعدة إليه، وافترقاء بعد اتفاق على لقاء قريب يجمعهم.
وغادر الشاب بسيارته مسرعا وبعد إشارتين من الطريق شاءت الأ قدار يتعرض الشاب لحادث سير مروي شنيع مع سيارة أخرى، قرر الرجل رد الجميل والوقوف مع صديق الطريق حتى حضرت سيارة الإسعاف وفي المستشفى فجرآ أعلن الأطباء أن حالة الشاب خطيرة، ويحتاج نقل دم وعليه تبرع الرجل لصديق الطريق بالدم وبعد يومين جاء خبر وفاة الشاب كالصاعقة عليه.
لقد انتقل لجوار ربه الشاب الذي فرج كربة مسلم في الطريق وختم أعماله في الدنيا بأحب الأعمال عند الله أنفعهم لعباده.
شارك الرجل أهل الشاب الحزن والدفن وقدم واجب العزاء. وتحدث مع أصدقاء العمل من أجل المشاركة معه في وقف خيري لصديق الطريق.
وفي ذات السياق: يحث العلماء بالحرص على الأعمال الصالحة مهما كبرت أو صغرت فالأعمال بالخواتيم كما قال عليه الصلاة والسلام: ( لا تحقرن من المعروف شيئا لو تلقى أخاك بوجه طلق)
كلمة أخيرة:
لابد المسلم يكون عنده وفاء وحفظ الجميل لمن أحسن إليه ومكافأة المعروف بمثله أو أحسن منه والدعاء لصاحبه، ومقابلة الإحسان بالإحسان من مكارم الأخلاق.
قال عليه الصلاة والسلام: (أحب عباد إلى الله أحسنهم خلقا)
كما قال الشاعر:
“ومن يسد معروفا إليك فكن له
شكورا يكون معروفه غير ضائع… ولا تبخلن بالشكر والقرض… فأجزه تكن خيرا مصنوعا وصانع”
بقلم
الكاتبة: إلهام عوض الشهراني