بدعوة من خادم الحرمين الشريفين .. الرئيس الصيني يصل الرياض … ثلاث قمم مرتقبة
الدمام
بدعوةٍ كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وصل فخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية إلى الرياض، مساء اليوم، في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية.
وكان في استقبال فخامته في مطار الملك خالد الدولي، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية ، ومعالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان ( الوزير المرافق )، ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية الأستاذ عبدالرحمن بن أحمد الحربي، وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشن وي تشينغ.
وسيُعقد خلال الزيارة قمة سعودية – صينية برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود والرئيس شي، ومشاركة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السموا الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز .
وسيتضمن برنامج الزيارة حضور رئيس الصين “قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية”، و”قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية” بمشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية، وذلك “انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية” مع الصين، وفقا لـ واس.
وسيتم خلال القمتين مناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في كافة المجالات، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي.
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن القمة الخليجية-الصينية ستعقد الجمعة،
فيما أكدّ أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور: نايف بن فلاح الحجرف، في بيان على “أهمية العلاقات الخليجية – الصينية، حيث تعد الصين الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون”.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة قد ذكر أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، تشهد نقلة نوعية تعكس اهتمام قيادتي البلدين الصديقين، وحرصهما على تطويرها في مختلف المجالات.
وأوضح سموّه، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، بمناسبة عقد القمة السعودية الصينية في الرياض، أن المملكة ترتبط بعلاقات متينة وروابط إستراتيجية وثيقة مع الصين، تشمل العديد من المجالات، ومن أهمها مجالات الطاقة المختلفة، مبيناً أن الصين أصبحت الوجهة الأولى لصادرات المملكة البترولية، كجزء من ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين وتحقيقه نموًا سنويًا مستمرًا في السنوات الخمس الأخيرة، مفيداً أن العلاقات السعودية الصينية في مجال الطاقة تشمل استثمارات مشتركة عديدة.
وأشار سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إلى حرص الجانبين على العمل على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات الطاقة، مؤكّداً أهمية تبادل الآراء بينهما باستمرار، بصفتهما من أهم الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة عالميًا، موضحاً أثر التعاون بين البلدين في المحافظة على استقرار سوق البترول العالمية، وسعيهما الدائم لاستمرار التواصل الفعّال، وتعزيز التعاون لمواجهة التحديات المستقبلية، مؤكدًا أن المملكة ستظل في هذا المجال، شريك الصين الموثوق به والمعوّل عليه.
وتطرق سموّه إلى مجالات التعاون بين الجانبين، خاصة في مشروعات تحويل البترول الخام إلى بتروكيميائيات، ومجال الطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف، والمشروعات الكهربائية، والاستخدامات السلميّة للطاقة النووية، مشيرًا إلى التعاون والاستثمار المشترك في الدول التي تشملها مبادرة الحزام والطريق الصينية، وكذلك الاستثمار في مجمعات التكرير والبتروكيميائيات المتكاملة في كلا البلدين، وسعي البلدين إلى تعزيز التعاون في سلاسل إمدادات قطاع الطاقة، عن طريق إنشاء مركز إقليمي في المملكة، للمصانع الصينية، للاستفادة من موقع المملكة المميز بين ثلاث قارات.
من جانبه أكد معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية الأستاذ عبدالرحمن بن أحمد الحربي، أن زيارة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ إلى المملكة للمشاركة في القمة الخليجية الصينية، والقمة العربية الصينية التي ستُعقد في العاصمة الرياض، تأتي تعزيزاً للعلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق والتشاور بينهما للرقي بها لمستويات أعلى، مشيراً إلى أن المملكة تحظى بمكانة مرموقة وأولوية في السياسة الخارجية لجمهورية الصين الشعبية خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح معاليه أن هذه الزيارة الرسمية والتاريخية تكتسب أهمية كبيرة، وتدل على عمق العلاقة بين قيادتي ومسؤولي البلدين، حيث تُعد أول زيارة لفخامته للمنطقة منذ آخر زيارة قام بها فخامته للمنطقة عام 2016م، وذلك لما تشهده العلاقات السعودية الصينية من تنام منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين في عام 1990م، مشيرًا إلى أن التعاون والتنسيق والتشاور والعمل المشترك بين البلدين بعد عام 2016م يقوم على أسس رفيعة من التفاهم المشترك والمصالح المتبادلة سواء على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي أو في المحافل والمنظمات الدولية.
وأكد أن الفهم المشترك لشواغل كل دولة، والحرص على استمرار التواصل واللقاءات بين مسؤولي البلدين يسهم في تعزيز التفاهم بين البلدين وفقا لمصالحهما وحقوقهما المشروعة، حيث حافظ البلدان على العمل بشكل جاد لتوطيد علاقاتهما في شتى المجالات والأصعدة، مستفيدين من قدراتهما ومكانتهما الذاتية، وتأثيرهما الملحوظ في الخريطة الدولية، لرقي العلاقات بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية.
واصاف: إن استضافة المملكة للقمة الخليجية الصينية، والقمة العربية الصينية تأتي تأكيداً لمكانة المملكة كونها دولة رائدة في المنطقتين الخليجية والعربية، من خلال السياسات الواثقة والثابتة والطموحة التي تنتهجها القيادة الرشيدة – حفظها الله – التي تسهم في تسارع خطى وتقدم المملكة، سواء كانت هذه السياسات اقتصادية أو تنموية , فهي تقوم على رؤية واضحة بأن المملكة تقوم بدور ريادي مهم للمجموعتين الخليجية والعربية وهي ركيزة أساسية في جميع المشاريع سواء السياسية أو الاقتصادية آخذة في الحسبان أهمية المنطقة العربية في الخارطة السياسية الدولية، وإمكاناتها الاقتصادية الضخمة، مؤكداً حرص القيادة الصينية أن تكون المملكة هي المستضيف الأول للقمتين الخليجية الصينية والعربية الصينية لمكانة المملكة وأهميتها في المحيطين الخليجي والعربي، إذ تحظى العلاقات السعودية الصينية باهتمام مشترك من قيادتي البلدين، مما يعزز التعاون الاقتصادي والتجاري والتبادلات الثقافية والتواصل بشأن القضايا الدولية بينهما.
وأضاف: وكان للزيارات التي قامت بها القيادة الرشيدة حفظها الله إلى جمهورية الصين الشعبية دور محوري في تنمية العلاقات بين البلدين، من خلال رفع مستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة وتأسيس اللجنة المشتركة الصينية السعودية رفيعة المستوى التي أنشئت خلال الزيارة التاريخية لفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة عام 2016، وما تلا تلك الزيارة من اتصالات ولقاءات بين كبار المسؤولين في البلدين.
من جانبه اتحاد الغرف السعودية قال : إن حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين بلغ خلال السنوات الخمس الماضية (2017-2021) 1.2 تريليون ريال سعودي، وهو ما يعكس قوة ومتانة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية وتنوع وتعدد الفرص التجارية والاستثمارية لدى البلدين.
ونوه الاتحاد في تقرير اقتصادي أصدره بمناسبة زيارة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ للمملكة، بالعلاقات الاقتصادية السعودية الصينية المتنامية وآفاقها الواعدة في ظل الإرادة السياسية الداعمة مما يوفر فرصًا واسعة للتعاون الاقتصادي وعقد الشراكات التجارية والاستثمارية بين قطاعي الأعمال في البلدين.
وأشاد التقرير بالعلاقات الاقتصادية السعودية الصينية، والتي تعد نموذجًا دوليًّا يحتذى به في التعاون المثمر البنّاء والشراكة الإستراتيجية نتيجة لدعم القيادة السياسية والأجهزة الحكومية في البلدين، واستناد تلك العلاقة لقاعدة متينة من الأطر المؤسسية والتنظيمية المتمثلة في اللجنة السعودية الصينية المشتركة ورؤية 2030 ومبادرة” الحزام والطريق”، فضلاً عن مجلس الأعمال السعودي الصيني الذي يعمل تحت مظلة اتحاد الغرف السعودية إضافة إلى اتفاقيات التعاون والتفاهم الثنائية في العديد من المجالات الاقتصادية.
ولفت التقرير الانتباه إلى فرص التكامل الاقتصادي بين المملكة والصين في ظل مبادرة ” الحزام الاقتصادي وطريق الحرير” الصينية، التي تنسجم في كثير من جوانبها مع رؤية 2030م من حيث توجهاتها لاستغلال الموقع الإستراتيجي للمملكة لربط قارات العالم وجعلها مركزاً لوجستياً عالمياً، مما يعزز فرص التعاون والشراكة بين البلدين ويساعد في تسريع وتيرة التنمية واستدامتها على حدٍ سواء.
وأشار التقرير إلى النمو المطرد في حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين والذي بلغ في عام 2021م 304.3 مليار ريال مقابل 221.6 مليار ريال في عام 2020م، مرتفعاً بنسبة 37%.، وفي ذات العام ارتفعت الصادرات السعودية إلى الصين 59% والواردات بنسبة 12%.