في المجاردة التي تروقني رحابتها وكوامنها لكنني أتوق لحكايات فيها لم تروى بعد .. سألت : من لها؟
لسنوات وهذه الفاتنة لم يتم قرائتها أو لنقل لم تُقرأ كما يجب . لاأنكر أن الحفظي شارع كتبها شعراً ولسنوات ولن أقول أن عدسة الصميدي ابو سالم لم ترى زواياها وسأحفظ لربيع بلقاسم كتابه الذي جاء بها مصورةً ومكتوبه .
غيرهم الكثير لكنني أعني هؤلاء الذين تسلموا الراية ممن سبقهم فحضروا بقدر الإمكان وبكل الوسائل في كل المحافل والمنصات لتروى بأحرفهم وعدساتهم بعض من حكاية لازالت فصولها وبعض من صورة رحبة .
لماذا مر مزهر الثرباني وحيداً ؟ مزهر رحمه الله مثال على سفير فوق العادة لمكانه بل ولكل ماحوله .
إذهب أينما شئت واسأل اهل القرى الأخرى التي لاتتبع إدارياً للمجاردة عن المجاردة ؟! المحافظة معروفة وبعض المراكز لكن ذكر المراكز سيجعلك تسمع كما سمعت وكثيراً: ومزهر الثرباني !
كيف أخذ المكان وسوّق له ولشاعريته وثقافة أهله وصنع من شهرته آنذاك جسور تربط الآخر بتهامه بكل مكوناتها .
العابرون بسوق الأحد يسألون عنه وبجالسونه ويثرون الحركة الاقتصادية في المكان . العابرون أنفسهم رواة وشهود في الأرض ينقلون من ذات المكان حكاية ذلك الطود .
ديدح .. مثال آخر وحكاية لرجل نقل خاط إقتصادياً وأصبح ذلك السوق البسيط مركز تجاري وثقافي تجتمع فيه كل الفئات والشرائح والثقافات .. ضف إلى ذلك الكرم الحاتمي والاسم الكبير الذي كانت تحمله تلك العائلة .
اليوم نحن أمام قرية الغاوي المتكاملة وابن الغاوي الإستقصائي ومزارع تهوي وقرى عبس الحالمه وقبلها المكونات التي تلتقيك في بني زهير .
لاأنكر أن الوضع إختلف وقد تبدو المهمة أكبر من مكتب تنشيط سياحي والذي لاأنكر جهوده لكنه بحاجه لوقفة أبناء المراكز والمحافظات لصناعة الفارق في نقل صورة مختلفة ..
بحاجة المصور والمصمم وكاتب المحتوى والمخرج والمهتم والباحث لنقل الصورة الحقيقية لتاريخ لم يروى بعد ولنقوش لم يمر بها باحث ولأشجار معمرة ولشخصيات تستحق الحضوة ..
أخيراً :
صورة الصميدي وحرف الحفظي وتقاسيم ربيع سيمر بنا زمن ونقول .. من لها بعدهم ؟
صالح جراد الشهري
