بقلم 🖋 الدولة بيروكي
لقد اعتبر فوز قطر بتنظيم نهائيات كأس العالم في 2022 بمثابة صدمة للأروبيين ، ففي مدينة زيورخ السويسرية شارك أعضاء اللجنة التنفيذية بقيادة جوزيف بلاتر في القرعة التي اخترت قطر كأول دولة عربية تنال شرف ألاستضافة.
تميز ملف قطر بحزمة من التحديات والإنجازات التي إعتبرتها أوروبا الأن أحسن النسخ في قطر، فلقد تميزت هذه الإنجازات باستخدام تقنيات حديثة وصديقة للبيئة ، لتبريد الملاعب ومناطق المتفرجين والتدريب وتكييف في الهواء الطلق لاتتجاوز حرارتها 27 درجة مئوية وهو مالم تفعله أوروبا.
تتفاعل الدولة لان تكون مركزا اكاديميا ورياضيا مهما في الساحة العالمية وكذلك مركزا مهما في السياحة وفي جلب استثمارات لبلدانها وتشغيل اليد العاملة وتكوين رؤية 2030 القطرية بزيادة حجم المرافق السكنية والفندقية التي أسرت قطر على أنها قادرة على ذلك بينما أسر الغرب على التقليل من حجم قطر.
ولم تكون النسخة الأفضل فحسب فقط عندما نطقت بها وزيرة الرياضة الفرنسية التي أيقنت أخيرا أن التقليل من حجم الأمور قد يوصلك إلى اعظمها ولكن بصمت وهذا مافعلته قطر ، ولم تكن فرنسا اول من انتقدوا قطر، فقد برزت اصوات من مسؤولين وإعلاميين ورياضيين في بريطانيا والمانيا والدنمارك منددة بقطر و دعوا إلى مقاطعة المونديال 2022 ولكم تكن اسبابهم واقعية بحجم واقعية أهل قطر الذين ساهموا بكثير من الأخلاق والقيم على إكرام ضيوف المونديال وهو مانقلته وسائل إعلام غربية وأمريكية ، فلم تكن حجة أن قطر تنتهك حقوق العمال الأجانب ولم تكن حجة أنها لا تحترم المثليين وقالت قطر كلمتها وعبرت عنها أنها تحترم القيم والفطرة التي خلقنا الله عليها ، مما جعلها تفرض سياسة في موضوع المثليين كإنتصار للإسلام وللعرب.
يذكر انه نشر في مجلة لوكانار اونشيني الفرنسية صورة للمنتخب القطري وعنونتها ب “المنتخب التنظيمات الإرهابية” في حين لم تبدي المجلة اسفها أو تبريرها لنشر هذه الصورة ، وقد نشرت المجلة صور أخرى مسيئة إلى الإسلام كالصورة الكاريكاتيرية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم تبدي المجلة اعتذارها عنها فيما غضب العالم الإسلامي، وقد عبر موقع نيوز الدوحة القطري الناطق باللغة الإنجليزية تداعيات وأسباب الهجوم الفرنسي الغير الممنهج على قطر في حين تم نشر الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت استنكرا حادا من كل الاعلاميين العرب والغربيين ، في الوقت نفسه قد إعتبر رئيس الفيفا الأسبق جوزيف بلاتر “أن إختيار قطر لاستضافة كأس العالم كان غلطة وانا المسؤول عنها”.
ولم تكن قطر هي الإشكال فقد تعد ذلك إلى المنتخبات العربية المشاركة في كأس العالم بالتقليل من حجمها ، فلم يتوقعوا أن تغلب السعودية الأرجنتين وأن تفوز تونس على فرنسا وأن يذهب أسود الأطلس إلى النصف النهائي ، فهو اول فريق عربي وافريقي يصل إلى الأدوار النهائية في كأس العالم ، وهو اول فريق عربي يمتاز بدفاع قوي وصلب لم تكن اسبانيا ولا كندا ولا حتى البرتغال من النيل منه.
يقول حمزة تيكين مسؤول التواصل في الخارجية التركية :”في الدقائق الأخيرة من مبارة المغرب والبرتغال كان المشهد غريبا في استاذ الثمامة من عرب ومسلمين وموظفين وإداريين كانو في حالة ترقب غريبة عيونهم تلمع انتظار الإنتصارمنتخب مغربي ، كانوا متحدين بحق.
لقد فعلت قطر خلال اقل من شهر ماعجزت عليه الجامعة العربية خلال 77عاما.
ويقول مهاجم البرتغال عقب خسارتها امام المغرب :”في الوقت الحالي ليس هناك الكثير لاقوله، شكرا البرتغال وشكرا قطر لقد كان حلما جميلا”.
لماذا لايكون كأس العالم في قطر عربيا ومغربيا يقول معلق رياضي، ويتساؤل مراسل اسرائيلي لماذا كان العالم الفلسطيني حاضرا ؟
لعل قطر قد اوصلت الرسالة ، نحن نعتز يديننا وبأخلاقنا ، ولا زلنا ندافع عن قضايانا سواءا السياسية أو الرياضية أو الثقافية ، ولازال يجمعنا حلم انه كلما فرقتنا السياسة نجد مايوحدنا فكانت قطر وكانت المغرب وكان الإسلام حاضرا بيننا.
وباذنه تعالى يصبح الحلم الذي كان الجميع يظنه مستحيلا ان يصبح واقعا وتفوز المغرب بالبطولة.